حدث ذلك في مدينة طانطان قبل نهاية سنة 2017 كان اليوم يوم جمعة،المكان مسجد الغفران بحي النهضة كان الامام يتحدث الى المسلمين في خطبة الجمعة بأسلوب حضاري حيث يدعوهم الى ارساء دعائم العدالة الاجتماعية و النهوض بالأمة وربط المسؤولية بالمحاسبة بشكل مبسط واضح ، ما ا اثارني في هذا الخطاب الديني الرسمي هو اشارة الامام الخطيب الى الفرق بين السارق الصغير الغلبان الذي تدعوه الحاجة و الفقر إلى ما يسد به رمقه، وبين السارق الكبير الذي يسرق البقع الارضبية وميزانيات المجالس المنتخبة ويستفيد من الحجر و الشجر وكل الدعم المخصص للطبقات المسحوقة ..
وفي واقعنا الطانطاني السارق الصغير يشهر به الاعلام و تتناول اخباره وسيرته الذاتية بشكل مفصل في المقاهي و المجالس العائلية وفي الصفحات الفسبوكية المشبوهة بشكل مثير للشفقة ليس على السارق الغلبان فقط بل على ثقافة ” ” الحكرة ” التي نكرسها بيننا و نورثها مع الفقر للجيل الصاعد .
اليوم ومن هذا الموقع الشريف المناضل وجب علينا التطرق الى الفساد الذي خرب صحتنا واحلامنا ، دمر نفوسنا رفاهيتنا و رعشتنا ، جعل من مدينتنا مكب لنفايات السياسات الاقصائية و الانتقامية الغريبة جعل من هذه الارض الطاهرة مأوى للمفسدين كل واحد باسمه ..
حول اسم مدينتنا من ” الطانطان ” الى ” العبور ” ، فساد جماعي جعل منتخبين من اصحاب المليارات و حول شركات الى لوبيات ضغط لنسف الحراك الشعبي واي هبة جماهيرية لايصال صوتنا للعالم .
فساد اصبح فيه السمسار الانتخابي موظف و صحفي و فاعل خير و مبشر بالتغيير ؟ واصبح فيه المثقف واجهة فسبوكية للالهاء وتكليخ الجماهير و التنويم المغناطيسي؟
حراك طانطان غير الكثير بالطانطان ..فهل تواكبه نهضة فكرية في ثقافتنا ؟ وجوه كثيرة بائسة تعرت أمام شاشة الحاسوب و المطلوب اليوم تأسيس جبهة لمناهضة “الحكرة والتهميش” ولو في جلسات الشاي الخاصة ، ومن هنا ينطلق التغيير الحقيقي ..؟