بقلم الصحفية : سعيدة جبران
في مدرسة لالة مريم .. كانت البداية .. هناك وضعت لبنات صرح التربية قبل التعليم ..عهدنا فاطمة القبايلي نموذج في اوقات التعصيب والترغيب والترهيب ..مع صباح يوم اغمضت فاطمة أم الجميع كما ينادونها عيناها حيث الأبد .. كانت تنثر ساعتها وردا في أكاديمية الحب والانسان لعب طيب يزرع واثر من سلسبيل تاريخها لا يقطع.
راية حزن اتشحت في عموم طانطان المبتلية بهيمنة بعض الجاهلين فيما انتحب سرب العاشقين .. من مجاميع مؤسسة التربية والتعليم الغارقة حد البكاء في رثاء سيرة ومسيرة عبق القبايلي عصية التعويض.
تلك المرأة كانت معلما فوق مؤسسات الطانطان وأثر شاهق يراه اهل المدينة منذ عبق التاريخ المشرف حتى اشراقة نور ننتظره بشغف اقول عنها الطيب الذي لا يزول أثره شجرة مثمرة بحقول الصلاح قنديل أنار ظلمة شوارع وبيوت طانطانية غلف حزن وفقر وجهل ويتم وحاجة الاجيال المتراكمة حتى حلت برحاب اهلنا ووسطانا .. فاطمة .. اه من وجع الحروف فمن أين يبدأ قلمي المشدوه؟ أمام مصاب عم أسرة التعليم خاصة وأهل الطانطان عامة ..انزف بالحديث عن أعمالها من اول محطاتها المباركة كمعلمة في مدرسة لالة مريم ..ام أتحدث عن الكم الهائل من الأعمال الجليلة التي تحاكي واقع لا ينجلي أثره لدرجة فاق التصور بلا مبالغة الحديث عنه ..فقد تحلت بعنفوان تفرد لا مثيل له بين ظهرانينا غير مسبوق عندنا.
فاتنة الروح عملاقة الطيبة لها قدرة عالية على العطاء والإخلاص والتفاني والإدراك .. تعد تحفة من مشاعر انسانية فضلا عن رقتها الانثوية، غائرة عميقة تجاه الطفولة والحاجة واليتم .. حيث ينبا الواقع والتجريب عشرات بل مئات الامثلة لما مدته يدها من عطاء وسخاء غير منتهي.
يوم العيد يوم تقضيه فاطمة تلامس الطفولة المتخلى عنها، شعارا يوم الوفاء ، يوم الاخلاص كانت جمعية الشباب والطفولة للتنمية المندمجة سباقة لتنظيم حفلا تأبينيا كان المميز بصدق المكنون لا وجود للرسم والفنون، لقبها قلمي سيدة الإنسانية بكفيها النقيتان زرعت نباتا حصد منه الكثيركانت لحظات تجمع الاقارب والاحباب والاصحاب يحكون بصمات خلدت الخير والجمال لامراة ظلت شامخة بعزها وقلبها واصرارها لبناء مؤسسة لبيت الطفولة حاربت بصوتها ليكون مأوى لهم دافعت بما تملك لتجعل مكانهم فضاءا جميلا خططت وهندست وتصورت وحققت مرادها.
فارقت الحياة من جعلت لاسمها معنى الياسمين بياضا وطهرا وكالسنابل المملوءة المنحنية تواضعا انها الانتقائية في كل التفاصيل ..رحيلها كان خسارة كبيرة لا تعوض رحلت وتركت سجلا حافلا وهبت جل حياتها لخدمة قضايا بلدها .مارست أنبل مهنة التعليم والتربية و الخدمة الجمعوية والانسانية والادارية والوظيفية حتى ظلت حية نابضة مهما غلفها الثرى .. ففاطمة بين القلوب انت لن ترحلي ما دامت بطانطات ذرة وعي صالحة .. تذكرك تحيك لا حياؤنا
فوجع فراقك متغلغل بلا قيود يا من علمتنا التجويد والجود ..حدادنا قبايلي المأتم وعيدنا فاطمي الملبس .. نزفك شهيدة للعلم .. ونشهد الله وانفسنا .. بان جزء من الوفاء ان لا ننساك
اعمال الأستاذة فاطمة القبايلی
-اول مترجمة محلفة للغتين الاسبانية والانجليزية في طانطان سنة 1978
اول مديرة لمدرسة البنات في الصحراء لالة مريم –
-عضو مؤسسة للاتحاد النسائي المغربي بطانطان مراسلة وکاتبة اعمدة في مجال حقوق الطفل والنوايا الحسنة لجرائد ورقية مستشارة تربوية للمرصد الوطني لحقوق الطفل
-عضو مؤسس لمجموعة من الاتحادات والفيدرالیات الوطنیة
-حاصلة علی وسام ملکي من درجة فارس لاهتمامها بالمجال التربوي
-مديرة مؤسسة ابن خلدون الابتدائية
-رئيسة مرکز لالة امينة للعصبة المغربية لحماية الطفولة
– اول منظمة لانشطة الاعياد الوطنية بطانطان من ثمانینیات القرن الماضي
-عضو مؤسس لمجلة العندليب التربوية…وانجازات لاتعد في مجال الطفل
الرحمة والغفران .. ویبقی وجه ربک ذو الجلال والاکرام