المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحتفي بالذكرى ال18 لإطلاقها تحت شعار الاستثمار المتواصل في الرأسمال البشري

الرباط – تحتفي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في 18 ماي الجاري، بالذكرى ال18 لإطلاقها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. وتشكل هذه المناسبة، التي تتزامن مع آخر سنة من تنزيل المرحلة الثالثة، فرصة للوقوف على مدى التقدم المحرز في الإنجازات، تحت شعار “حصيلة إنجازات ومكتسبات المرحلة الثالثة”.

وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية، اليوم الأربعاء، بأنه وعلى غرار السنوات الماضية، تنظم عمالات وأقاليم المملكة أياما للاحتفال بهذه الذكرى ولتسليط الضوء على التعبئة القوية لمنظومة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تضم أزيد من 16 ألف عضو يمثلون المنتخبين، والنسيج الجمعوي، والإدارة العمومية، وغيرهم، حول تحدي تثمين الرأسمال البشري الوطني، وبالتالي إعداد الأجيال المقبلة للاضطلاع بدورها كاملا كفاعلة منخرطة في تنمية المملكة.

وأكد أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تعد اليوم على أكثر من صعيد، تجربة فريدة للتنمية الاجتماعية والبشرية، على الصعيدين الوطني والدولي، مضيفا أن هذه المبادرة تستمد من كونها ورشا ملكيا يحظى بالرعاية السامية لجلالة الملك ومن الطموح الذي تغذيه، مؤهلات عملها على أرض الواقع.

وسجل البلاغ أن الحصيلة الأولية الإيجابية لهذه المرحلة تبعث على التفاؤل. وبالفعل، فخلال الفترة 2019-2022، تم إنجاز أزيد من 25 ألف و500 مشروع ومبادرة بتكلفة إجمالية تجاوزت 10,5 مليار درهم.



علاوة على هذه الأرقام، يضيف المصدر ذاته، عززت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال السنوات الماضية، وبشكل كبير حضورها على المستوى الترابي وتموقعها كفاعل مجتمعي أساسي وأصيل، وموحد، ومحفز، وأيضا حاضن للأفكار والمشاريع المبتكرة ذات التأثير الكبير.

وأشار إلى أن المنظومة الصحية المجتمعية، التي تمكن اليوم من توسيع عرض العلاجات الأولية وخدمات صحة الأم والطفل، تجسد جليا هذه النقلة النوعية في حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وفي ما يتعلق بالتعليم، يضيف البلاغ، وهو مكون رئيسي آخر من مكونات الرأسمال البشري، طورت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مدى السنوات الأربع الماضية شبكة من وحدات التعليم الأولي في الجماعات القروية، ولا سيما الأكثر عزلة، والتي تتيح تقديم خدمات مجانية وذات جودة من أجل إعداد ناجع للأطفال بما يسمح بإنجاح اندماجهم ومواصلة تعليمهم في المسالك اللاحقة.

وفي هذا الصدد، أيضا، واصلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بقوة جهودها لمكافحة العوامل الرئيسية للهدر المدرسي، ولهذه الغاية، توظف المبادرة عدة دعامات على غرار الدعم المدرسي المجاني للأطفال الذين يواجهون صعوبات في التعلم، مع تجربة بيداغوجية تقويمية منذ السنة الماضية، تنبني على المستوى الحقيقي للتلاميذ والتعلمات الأساسية، مثل القراءة والحساب، وإيواء التلاميذ في دور الطالب أو الطالبة والنقل المدرسي.

وسجل البلاغ أنه على صعيد آخر، اشتغلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تحسين الدخل والاندماج الاقتصادي للشباب، وفقا للتوجيهات الملكية السامية في هذا المجال، مضيفا أنه تم، في هذا الصدد، تنفيذ عدة برامج تهم ريادة الأعمال والتشغيل والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

كما عبر عن ارتياحه للنتائج المسجلة والتي تبقى مشجعة بالشكل الكافي، مبرزا أن الأزمة الصحية الأخيرة، بتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية، كشفت أهمية انتشار أوسع لهذه المبادرات وتعميمها.

   وأضاف أن جهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية همت، أيضا، مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة (الأطفال المتخلى عنهم، الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة بدون موارد، النساء في وضعية هشاشة، كبار السن المعوزين…) مع إيلاء اهتمام خاص لتحسين ظروف التكفل والإدماج السوسيو – اقتصادي.

   وأشار إلى أنه ومنذ إطلاقها، تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جهودها المتعلقة بمحددات ودعامات العمل من أجل تحقيق التنمية البشرية، ومنها إنجاز البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية في الوسط القروي.

   وخلص البلاغ إلى أنه بفضل كل هذه النتائج، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عازمة، أكثر من أي وقت مضى، على مواصلة جهودها، لدعم القطاعات المعنية وبمساندة من جميع الفاعلين المعنيين، بغية تحقيق طموح التنمية البشرية الشاملة لبلدنا، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

طانطاني 24 : و م ع

اترك رد