الحانة ليست عقدة الطانطاني .. سفينة طانطان معلمة تاريخية تنتظر الترميم

إن العابر لواد بن خليل يستوقفه الأثر التاريخي،المتجسّد في السفينة الإسبانية الجاثمة في قلب الواد منذ سنة 1940 ،وهو ما يطرح العديد والكثير من الأسئلة حول ظروف وملابسات هذه الفكرة العبقرية والمجنونة في نفس الوقت؟،

ففكرة إنشاء وبناء سفينة  في قلب ووجه مجرى مياه الواد، هو أمر لا يصدّق أو يخطر على بال،والسؤال البديهي الذي يستحود على التفكير هو :

هل تشييد هذه المعلمة التاريخية المهمة كان لدواعي أمنية؟ أم لدواعي ترفيهية؟ أم أنه لدواعي إستراتيجية؟

  الموقع التاريخي لسفينة التاريخية قد يكون الأساس الحضاري لبناء مدينة طانطان ففي احد حلقات برنامج ضيف صحراء نيوز التقت الجريدة الأولى بالسيد بسمير محمد لمين ولد السيد احد ابرز أعيان إقليم طانطان و الصحراء .

الرجل يعتبر احد المراجع التاريخية الشاهدة على التاريخ الحقيقي لطانطان و المنطقة ، وأكد في الحوار الهام جدا أن البئر الذي بنيت عليه المدينة يوجد في قلبالسفينة الاسبانية” (bateau ) وسط واد بن خليل .

وحاول بعض الباحثين من منطلق إنساني وثقافي الكشف عن  جوانب هذا الموضوع ” كي نعطي ولو لمحة قصيرة عن هذا الإرث التاريخي،للمتلقي الطانطاني خصوصا والوطني عموما لتعميم الفائدة،لكننا إصطدمنا بضعف المراجع وانعدام المصادر وشح المعلومات،وكل ما إستطعنا التوصل إليه هو أن هذه المعلمة قد تم تشييدها من طرف المستعمر الإسباني في فترة الإمبريالية الإستعمارية،وهناك من يقول بأنها كانت عبارة عن مخزن للأسلحة،وهو ما يمكن تفنيده بسبب توفر المستعمر الإسباني آنذاك،على العديد من المخازن والمخافر والثكنات المنتشرة في كل مكان.

هذا بالإضافة إلى أن تصميمه الداخلي والخارجي معا لا ينسجمان بتاتا مع كونها مخزنا للأسلحة.

لكن الثابث هو أنها كانت عبارة عن منتجع ترفيهي لأفراد العسكر الإسباني،إختار مصمموه أن يجعلوا منه موقعا رومانسيا فريدا من نوعه،لتلبية أغراض سياحية وإستجمامية بامتياز لمرتاديه من الإسبانيين،وهو عبارة عن مشربة ” حانة ” وإقامة مكونة من عدّة مرافق،بالإضافة إلى مسبح بعمق مترين ونصف وبطول ثلاثين مترا تقريبا “.

علما أن المدينة سنة 2018 مازالت لحد الآن لا تتوفر على أي مسبح رسمي ،وعلى الرغم من الكم الهائل لعدد الجمعيات بالإقليم،إلا أن أحدا لم يحرك ساكنا من أجل إنقاد هذه المعلمة التاريخية المهددة بالزوال والضياع   .

ونشير هنا الى موقع صحراء نيوز  الاليكتروني اصطلق بتاريخ 13 فبراير 2012 اول حملة وطنية لترميم السفينة الاسبانية الرابط http://sahranews.com/news962.html

وفعلا  بعد الحملة حلت لجنة قادمة من دولة اسبانيا لمعاينة السفينة وتقييم حجم  الترميم المطلوب للسفينة ، لكن السلطات قام بتوقيفها و  ترحيلها بجوار  المكان التاريخي و طلبت منهم المغادرة تحت طائلة تواجد مواطن مع الوفد مقرب من الناشطة منتو حيدر.

وبعد الحملة الاعلامية التي اطلقتها الجريدة الاولى صحراء نيوز سنة 2012  لترميم  الموقع التاريخي وسط واد بن خليل ،قرر المجلس الاقليمي تخصيص مبلغ 200 مليون سنتيم لترميم السفينة التي لازالت صامدة في زمن انهيار قناطر وطرق مغرب الاستقلال في اي مسغبة..

ولازال اليوم  مجموعة من اصحاب العربات يسرقون  الرمال من تحت السفينة الاسبانية الشاهدة على حضارة عريقة مرت من هنا و  تركت اثار تاريخية للترفيه عن الانسان في وصية استعمارية للاعتناء بالانسان الطانطان المهمش و الذي يواجه اليوم ث3 قوى ترهيبية المنتخبين الفاسدين و السلطة التي تحمي فسادهم وغضب المخزن على المنطقة .

وفي موقع طانطاني 24 نرد  على من تهجم على مشروع ترميم السفينة بسوء نية وهو ليس من اهل التاريخ و الجغرافيا و ليست له غيرة على  على الإرث الحضاري.

ونقول له “وما يبقى في الواد غير احجاروا  “اذهب الى احد ساحات المليار سنتيم ” التأهيل الحضري ” واسأل ” المطر” المهندس الشرعي بطانطان  و ابحث عن الفرق بين ترميم مكان له اصل و حضارة بحوالي 200 مليون سنتيم ومكان فتحت ارضة لاي مقاول ليمارس طقوسه الخاصة للربح بميزانية ضخمة وهو يطمس تاريخ المنطقة العريق ويشوه نية و نضالات الاجداد في بناء الطانطان القطب الديني و الثقافي و الانساني الذي استقبل في زمن الحروب القوافل من تمبكوت و منح الامن و الائتمان لكل زواره .

فهل سينجح المجلس الاقليمي في طانطان صاحب الحصيلة التنموية  الضعيفة جدا بالمقارنة مع المجلس الاقليمي لاسا الزاك في  ترميم السفينة الاسبانية ؟

ام سيبقى هذا المشروع الطموح حِبْرٌ عَلى وَرَقٍ كماهو  شأن ” مشروع تحديث قطاع شاحنات توزيع المياه العذبة ” على سكان اقليم طانطان ؟

 

اترك رد