الى حد الساعة لم يفعل هذا الإتحاد بمعناه الحقيقي لا يزال هذا الإتحاد في طي الصفحات المعوجة ، لا تريد أي دولة في هذا الإتحاد الغير مفعل أن تتزعم أو تتنازل من أجل تفعيل ما يسمى بإتحاد المغرب العربي كل دولة ترفع أنفها إلى السقف بدون مراعاة مصالحها في الإتحاد ، لا تزال هذه الغطرسة النفسية تهيمن على عقلها لتحجب عنها الحقيقة والقوة اللتان تكمنان في الإتحاد . فيا ترى من الذي ساهم في فشل إتحاد المغرب العربي ؟ ماهي الجهة التي لا ترى مصلحتها في هذا الإتحاد ؟ هل الدول بنفسها هي التي تعرقل مسيرة هذا الإتحاد ؟ أم أن هناك عوامل أخرى تسعى إلى فشل هذا الإتحاد؟
من بين ما كثر عليه القول بأن سبب فشل هذا الإتحاد هو قضية الصحراء الغربية ؟؟ من الممكن ذلك لكن لو كانت قضية الصحراء فعلا السبب الرئيسي في عدم تفعيل إتحاد المغرب العربي فلماذا إلى الآن لم يجدوا حلا نهائيا لهذه القضية ؟ لماذا كل هذه السنين ولا زالت القضية لم ترى النور بعد ؟ على ما يبدو أن هذه الدول لم تنضج بعد لكي تقرر مدى أهمية تفعيل الإتحاد والذي يصب في مصالحها من حيث مصالح إقتصادية وإجتماعية وسياسية وحتى جغرافية ، فمثلا بالنسبة للإقتصاد فإن المغرب يتوفر على ثروات طبيعية هامة تشمل الموارد الفلاحية والمعدنية والسمكية ، أما بالنسبة للفلاحة فينتج الحوامض والحبوب والخضراوات، وأما بالنسبة للثروات المعدنية فالمغرب يتوفر على ثروة مهمة ممثلة أساسا في الفوسفاط ، وأما بالنسبة للصيد البحري فإن إقليم الصحراء يتوفر كذلك على ثروات غنية ومتنوعة ، فالصحراء تمتلك سواحل غنية بأنواع الأسماك ، وثروة حيوانية وأرضا تختزن معادن الفوسفاط والنفط والرمال الذهبية . وإذا ذهبنا إلى الجزائر فسوف نجد بأن إقتصادها يرتكز على الثروات النفطية والطاقية بالأساس ، كما تملك أيضا ثروات مهمة من الغاز بالإضافة إلى الثروات المعدنية حيث تتوفر على كميات مهمة من الحديد والزنك والرصاص والرخام ،وأيضا ثمينة مثل الذهب والماس واليورانيوم .
كل تلك الثروات الطاقية الهائلة التي تمتلكها الجزائر جعلتها عملاقا بتروليا . وإذا ذهبنا إلى ليبيا فسوف نجد أنها تتوفر على إحتياط نفطي هام جدا بالإضافة إلى الغاز الطبيعي مع وجود موارد بيتروكيماوية مهمة ، والحديد والصلب والأسمدة والإسمنت ومواد البناء . أما بالنسبة لتونس فهي أيضا تتوفر على موارد فلاحية وبترولية ومعدنية بالإضافة إلى الغاز الطبيعي كما تتوفر على ثروة مائية مهمة الشيء الذي يساهم في إزدهار النشاط الفلاحي . وأما بالنسبة لموريتانيا فهي تعتبر أفقر دول المغرب العربي إلا أن لها هي الأخرى حظها من الثروات البترولية والمعدنية والبحرية أيضا ، كما تتوفر على فرص مهمة لإستثمار مصادر طاقية ، حيث تم الكشف عن إحتياطات ضخمة من الغاز الطبيعي ، بالإضافة إلى الموارد المعدنية مثل الذهب والنحاس كما أنها تزخر بثروات سمكية هائلة من حيث الكمية والجودة . إذن أستنتج من كل هذا الخير المبارك بأن هذه الدول تمتلك من الخير الأوفر وتستطيع بمساعدة وتعاون بين كل دول الجوار أن تخلق اكتفاءا ذاتيا وأيضا نمو اقتصادي هائل، لترقى هذه الدول إلى مراتب عالية وتعيش الشعوب في أحسن الظروف، وينتهي الجوع والفقر والبطالة ، لكن مع هذا وذاك لا زالت هذه الدول تفتقر إلى الدبلوماسية المحنكة ،لا زالت هذه الدول تفتقر إلى أصحاب الفكر البناء ،والقيم الحميدة، لا زالت هذه الدول بحوزتها أصحاب العقول الهادمة، والديكتاتورية والعنصرية ، لا زالت هذه الدول ترى بأن الطبقة الغنية هي التي تعنى بالدرجة الأولى ،أما طبقة الشعب لا تهم وليست من أولوياتها، فجعلت من أصحاب المصالح واللوبيات ، لا تهتم بطموحات الشباب رغم وجود فئات ذات تكوين ،و نخبة مثقفة واعية ، رغم وجود بنود تحمي الشباب وتمكنهم من خلق مؤسسات حقوقية وقانونية ..
لكن مع الأسف الشديد ليس هناك دور للشباب في منظومة الجهة المتحكمة في الدول ، والعجيب في الأمر تلك القمة الشبابية لدول إتحاد المغرب العربي التي أوصت بإعطاء أهمية للشباب وكذلك إدماجهم في العمل السياسي وصنع القرار لم تلقى صدى رحب عند هؤلاء الساسة ، وهنا أقول على ما يبدو أن هؤلاء يحافظون على مصالحهم فقط، ولا يهمهم مصالح الشعوب أو حتى الإتحاد وبالتالي لن تتحد هذه الدول ما دامت تعيش الشتات والنفاق، لن تتحد هذه الدول ما دامت تغض النظر عن أهمية الشباب ، الكل يرعى مصالحه الشخصية بلا أهمية للاتحاد الذي قام سنة 1989 ولا أهمية لأهدافه فيبقى الشتات والنفاق.
حسن محضار : مستشار بحكومة الشباب الموازية للشؤون الصحراوية.