الكاتب بوشطارت يراسل عامل إقليم سيدي إفني في شأن توجيه ميزانية مهرجان إلى تنمية المنتوجات المجالية ودعم البنيات المائية و هذه هي الرسالة :
سلام تام ؛
تحية طيبة:
تنفيذا لمضامين الخطابات الملكية السامية، خاصة خطاب ذكرى عيد العرش لهذه السنة، الذي خصصه الملك لقضية الماء لما لها من أهمية بالغة في حياة المواطنين واقتصاد البلاد، وتبعا لمخرجات لقاءات واجتماعات رسمية كثيرة، على رأسها اجتماع وزير الداخلية ومسؤلي المؤسسات العسكرية والأمنية مع الولاة والعمال، على هامش حفل الولاء بمدينة تطوان، حث فيه السيد الوزير رجال الإدارة الترابية وممثلي الدولة جهويا واقليميا ومحليا، على التنزيل الأمثل والتطبيق الأفضل وبوثيرة أسرع للتوجيهات الملكية السامية التي جاءت في خطاب العرش؛ لاسيما أزمة الماء والإجهاد المائي والحرص الشديد على خدمة المواطنين والإنصات لهم، وتوفير الماء الصالح للشرب، لساكنة المدن والقرى والمداشر والدواوير النائية، بعد توالي سنوات الجفاف.
السيد العامل المحترم؛
لا نشك في حرصكم الشديد على خدمة المواطنين والإنصات إلى همومهم، ووقوفكم على تنفيذ وتتبع المشاريع التنموية بإقليم سيدي افني حاضرة وبادية، من الساحل إلى الجبل؛
غير أنه، وباعتبارنا أحد أبناء الإقليم، الغيورين على تنميته بمقاربة شمولية تضع الإنسان في صلب الفعل التنموي، ووعيا منا بأهمية التنشيط الثقافي كرافعة تنموية واجتماعية أساسية في الدينامية الاقتصادية، فإنه؛ نرى تنظيم مهرجانين في أقل من شهر بمدينة صغيرة مثل سيدي إفني تعوزها الكثير من البنيات والفرص، يعد فكرة غير سليمة، لاسيما وأن المهرجان الثاني المزمع تنظيمه بعد أيام قليلة، وُضع له عنوان ” مهرجان تثمين المنتجات المجالية والتنمية السياحية”، وهو الذي كان يسمى مهرجان الصبار في النسخ السابقة؛
السيد العامل المحترم ؛
تعلمون أن اقليم سيدي افني عانى من استمرار سنوات الجفاف لما يربو عن ست سنوات متتالية؛ وتعلمون أيضا ما حصل لفاكهة الصبار من فتك تام بسبب الحشرة القرمزية، وهي المنتوج الوحيد والأول في المنطقة والأكثر انتاجا على الصعيد الوطني، وفرة وجودة، كما تجدر الإشارة إلى التدهور الكبير الذي حصل في سلاسل الإنتاج المحلي والمجالي، بسبب الجفاف والتغيرات المناخية والهجرة القروية وتعسفات الرعاة الرحل، فلم تعد ساكنة الإقليم قادرة على انتاج المواد والمنتوجات التي كانت تزخر بها المنطقة؛ من عسل وارگان وسمن وغيرها، فالإقليم يتموقع في منطقة تمتاز بسيادة مناخ صحراوي جاف يزداد قحولة باستمرار؛
لذلك؛ فوسم مهرجان لتثمين منتجات مجالية وللتنمية السياحية؛ في مجال ترابي قروي وجبلي لم يعد قادرا على انتاج اي منتوج طبيعي ومحلي ومجالي؛ ليس فكرة صائبة؛ فإذا كانت شجرة أرگان هي ميزة هذا المجال بالأساس ؛ فوجب التذكير بأن جماعة لخصاص تعرف تنظيم مهرجان مهم حول أرگان وتم اختتام دورته الخامسة يوم أمس؛ كما يتم تنظيم مهرجان آخر في جماعة تيغيرت بنفس الاسم والتيمة، مهرجان ارگان، وهي جماعات تنتمي لإقليم سيدي إفني؛
السيد العامل المحترم؛
ونظرا لما سبق، وبسبب ما تعانيه ساكنة إقليم سيدي إفني، مدينة وبادية؛ من صعوبات الحصول على الماء لتروي عطشها، وما يعيشه الإقليم من إكراهات تنموية من قلة البنيات والفرص، وصعوبة الولوج إلى الخدمات الاجتماعية العمومية وتفشي البطالة واتساع دائرة الفقر ومحدودية القدرة الشرائية الناتجة عن غلاء الأسعار جراء التضخم؛ ولتلك الاعتبارات وأخرى، نرى أن تنظيم مهرجان تثمين المنتجات المجالية والتنمية السياحية، خاصة بعد تنظيم مهرجان كبير في يوليوز الماضي بنفس المدينة وبنفس المكان، يعد فكرة غير مجدية وغير سليمة ولن تكون لها نتائج مرضية وملموسة على الواقع المعيش للمواطنين؛
لذلك؛ نلتمس منكم السيد العامل المحترم؛ توجيه ميزانية هذا المهرجان الضخم، في سبل اعادة انتاج واستدامة الموارد والمنتوجات المجالية عن طريق دعم الفلاحين الصغار وتحفيزهم على الاستقرار في البوادي وسفوح الجبال؛ وفي تعزيز البنيات المائية بالإقليم عن طريق حفر آبار جديدة وتعزيز أسطول الشاحنات الصهريجية بالإقليم لتزويد ساكنة البوادي بالماء بأثمنة مناسبة ومحفزة، وبناء النطفيات وتعزيز شبكات تزويد الدواوير والمراكز السياحية بالماء مثل ميرلفت والكزيرة وافني وسيدي وارزگ وغيرها باعتبارها مناطق جذب سياحي خلال الصيف؛
فالحق في الماء هو حق في الحياة؛
وتقبلوا السيد العامل المحترم؛ فائق عبارات التقدير والاحترام
عبدالله بوشطارت
كاتب وإعلامي أمازيغي
جماعة مستي