السمارة: ندوة علمية ترصد خمسين عاماً من المنجزات الاجتماعية بالإقليم

احتضنت مدينة السمارة، صباح الأربعاء 23 أكتوبر 2025، ندوة علمية كبرى بدار الثقافة الشيخ سيدي أحمد الركيبي، خصصت لتقييم خمسين عاماً من المنجزات الاجتماعية بالإقليم، وذلك تخليداً للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.

وجمعت الندوة مسؤولين ومنتخبين وممثلي القطاعات الحكومية والمجتمع المدني، في لقاء هدف إلى تسليط الضوء على التحولات التي عرفها الإقليم منذ استرجاعه إلى السيادة الوطنية سنة 1975.

في مستهل المداخلات، قدّم سيدي حرطن، ممثل المديرية الإقليمية للصحة، عرضاً بعنوان “القطاع الصحي: نصف قرن من البناء والمنجزات”، تناول فيه تطور البنيات التحتية الصحية، وتحسن الموارد البشرية والمعدات الطبية، وتوسيع العرض الصحي، إلى جانب البرامج الوقائية والتدخلات الميدانية والشراكات المحلية، مشيراً إلى التحول النوعي الذي شهده الإقليم في خدمات الرعاية الصحية.

تلاه بابيت محمد، ممثلاً للمديرية الجهوية للثقافة، بمداخلة بعنوان “إقليم السمارة… إشعاع ثقافي وتنمية متواصلة”، أبرز فيها الدينامية الثقافية التي يعرفها الإقليم بفضل العناية الملكية السامية، وتطور البنية التحتية الثقافية، واستراتيجية وزارة الثقافة للنهوض بالصناعات الإبداعية.

أما لحبيب الداعلي، المدير الإقليمي لقطاع الشباب، فقد ركّز في عرضه على المبادرات الموجهة للشباب وذوي الاحتياجات الخاصة، وبرامج التطوع والمواطنة، مؤكداً على الدور الحيوي للمؤسسات الشبابية في تعزيز روح المبادرة والإدماج الاجتماعي.

بدوره، استعرض عبد المجيد الخياطي، عن المديرية الإقليمية للتعاون الوطني، ملامح التطوير والرقمنة التي عرفها القطاع، من خلال توحيد آليات العمل بالمراكز الاجتماعية وتعزيز الشراكات مع الجماعات المحلية، معتبراً التعاون الوطني ركيزة أساسية في النهوض بالعمل الاجتماعي ودعم الفئات الهشة.

وقدّم محمد الغاشي عن قسم التجهيزات بعمالة الإقليم عرضاً تحت عنوان “حصيلة المنجزات والمشاريع المبرمجة”، تناول فيه تدخلات المصالح التقنية في تتبع مشاريع البنية التحتية والتجهيزات العامة، وصيانة الطرقات والإنارة العمومية وشبكات الماء والتطهير، مشدداً على أهمية ضمان استدامة المرافق العمومية وجودة الخدمات.

فيما سلّط عبد الله الونات، الإطار بقسم العمل الإجتماعي، الضوء على “الحصيلة الاجتماعية لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” خلال مراحلها الثلاث، من 2005 إلى 2025، مبرزاً أثرها الإيجابي في محاربة الهشاشة وتعزيز الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للفئات المستهدفة.

واختُتمت العروض بمداخلة محمد محمود البيلال عن مديرية الصناعة التقليدية والإقتصاد الإجتماعي بعنوان “الحماية الاجتماعية للصناع التقليديين بالسمارة”، التي تناولت جهود دعم الصناع التقليديين عبر التغطية الاجتماعية، وتأهيل القدرات الإنتاجية والتسويقية، وصون الموروث الحرفي كرافعة للتنمية المحلية.

وفي ختام الندوة، أجمع المشاركون على أن إقليم السمارة، بعد خمسين عاماً من استرجاعه إلى حظيرة الوطن، يجسد نموذجاً متقدماً في التنمية الاجتماعية والبشرية المتكاملة، بفضل التوجيهات الملكية السامية وتكامل جهود مختلف الفاعلين المحليين والمؤسسات الوطنية في ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.

اترك رد