المغرب يرسخ الحل السياسي ويكرّس سيادته الواقعية على الصحراء

يبدو أن المغرب نجح، بهدوء وثبات، في توجيه مسار قضية الصحراء نحو ما ظلّ يصفه بـ”الحل السياسي الواقعي والدائم”، وهو ما بدأت الأمم المتحدة نفسها تتبناه في خطابها الأخير.
فمنذ أشهر، لوحظ تغيّر في لهجة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، الذي دعا أطراف النزاع إلى الانخراط بجدية في المسار القائم على الواقعية والبراغماتية، وهي إشارات واضحة تصب في اتجاه المقترح المغربي للحكم الذاتي.


وما يعزز هذا المسار، هو بيان جبهة البوليساريو الأخير، الذي أقرّ بتلقي رسالة من المبعوث الأممي تتحدث عن ضرورة التفاعل مع الحل السياسي المطروح من قبل المغرب.

هذا التحول، ولو جاء بصيغة دبلوماسية، يعكس بداية إدراك داخل قيادة الجبهة لصعوبة الاستمرار في خطاب الرفض، خصوصًا بعد أن فقدت الجبهة الكثير من الدعم الدولي والإقليمي الذي كانت تراهن عليه.
في المقابل، يبدو أن المغرب تجاوز مرحلة الدفاع. فلم يعد يركّز على مجادلة شرعية هذا الطرف أو ذاك، بل اختار طريقًا أكثر واقعية: تكريس السيادة الميدانية والتنمية الاقتصادية في الأقاليم الجنوبية.

مشاريع ضخمة، وبنية تحتية حديثة، واستثمارات أجنبية متزايدة… كلها عناصر تجعل من الصحراء فضاءً مغربيًا متكاملًا من حيث الحضور الإداري والاقتصادي والأمني.
أما الجزائر، التي ظلت تعتبر نفسها “طرفًا غير مباشر”، فتبدو اليوم أمام معادلة جديدة: فالمغرب لم يعد يتعامل معها كخصم في ملف الصحراء، بل كجار يمكن أن يختلف معه دون أن يتوقف عن فرض الأمر الواقع في الميدان.


الخلاصة أن المغرب اليوم لا ينافس أحدًا على الصحراء، بل يرسخ فيها سيادته الهادئة والمستمرة، بينما الأطراف الأخرى تكتفي بالتصريحات وردود الفعل… الزمن، كما يبدو، أصبح في صالح من يملك الأرض ويبني فوقها مستقبلًا.

طانطاني24 – وادنون المستقلة

اترك رد