لم يعد غريباً أن تتحول بعض الأقلام الجزائرية، وفي مقدمتها قلم محمد مسلم، المسؤول عن القسم السياسي بجريدة الشروق، إلى منصات لنشر الأكاذيب والافتراءات بحق المغرب وملكه محمد السادس نصره الله. والجريدة، التي تُعرف بأنها الناطق غير المعلن باسم قصر المرادية، دأبت على إطلاق سهامها المسمومة كلما احتفل المغرب بعيد العرش المجيد.
الكاتب الذي خانته الذاكرة وتعمّد قلب الحقائق، اختار أن يشكك في اليد المغربية الممدودة إلى الجزائر، شعباً لا نظاماً. والحقيقة أن جلالة الملك، منذ اعتلائه العرش، لم يتوانَ عن مد جسور التواصل مع الجارة الشرقية بروح الأخوة وحسن الجوار، بينما ظل النظام الجزائري متشبثاً بعقلية الماضي، يختبئ وراء إعلام مأجور وأقلام فقدت المهنية.
وللتاريخ، فإن قرار المغرب بإغلاق الحدود سنة 1994 جاء لحماية الجزائر أولاً من فلول العشرية السوداء، ولحماية المغرب من انتقال الفوضى، بعدما انزلقت الجزائر إلى دوامة الدم والعنف بفعل تدخل العسكر في المسار الانتخابي. ومع ذلك، تصر بعض الأصوات الجزائرية على تزوير الحقائق وتحميل المغرب ما لا يحتمل.
أما اليوم، فإن المغرب يخطو بثبات في مسيرة تنموية كبرى، عنوانها الأوراش الممتدة من الشمال إلى الجنوب، ومشاريع عملاقة في البنيات التحتية والاقتصاد والرياضة والثقافة، في حين يرفض الإعلام الجزائري الاعتراف بهذه الإنجازات، ويصر على تغذية خطاب العداء والتشويه.
إن مقال محمد مسلم ليس سوى بهتان سافر وتطاول مرفوض على شخص جلالة الملك، وتعبير صريح عن أزمة مهنية وأخلاقية تضرب الإعلام الجزائري الرسمي. فالصحافة الحقيقية تلتزم الصدق والموضوعية، ولا تتحول إلى بوق رخيص لمهاجمة الجيران.
ويبقى المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، أكبر من كل حملات التضليل، وأكثر التزاماً بضبط النفس والحكمة، مؤمناً أن الجغرافيا قدر لا مفر منه، وأن الشعبين المغربي والجزائري سيظلان جارين وشقيقين رغم كذب الكاذبين وبهتان المبطلين.
طانطاني 24 – الدكتور محمود التكني