لن يجادلك أحد في أن الاحتجاج حق مشروع للجميع تكفله كل القوانين الدولية ومعظم دساتير العالم. ولن يتوقف أحد أيضا عند أن الاحتجاجات السلمية كانت دوما طريقة مرحب بها حين تضيق السبل في وجه فئة أو فئات أو حتى مجتمع بأكمله.
ولن يباغثك عاقل بالسؤال لماذا هذه الطبقة تقوم باحتجاج أو لماذا عمال هذه الشركة أو تلك ينظمون وقفات احتجاجية لأن الاجابة بكل بساطة أنهم حتما يطالبون بما يرونه حقوقا لهم.
أعرف أنك وأنت تقرأ هذه الأسطر طال انتظارك لكلمة ‘لكن’ وعليه لن تنتظر كثيرا. لكن احتجاجات التلاميذ المتصاعدة بالمغرب ،وجب… بل يجب التوقف عندها لأسباب ومعطيات عدة يمكن أن نتوقف عند بعضها دون حصرها :
أولا التلاميذ بكل بساطة هم رجال ونساء الغد، وحين يحتجون فذلك استشعار مبكر لخطر ما. والخطر هنا قد يبدو تافها في عيون الكبار لكنه بمنطق الصغار تجاوزا هو أمر عظيم وجلل.
قد يبدو موضوع الساعة اتفه من أن تضيع في سبيله ساعات من التحصيل والمعرفة والعلم قد يندم عليها فلذات أكبادنا لاحقا. وقد يكون من الأهمية بالنسبة لهم كأول اختبار في شق عصا الطاعة للوطن الذي قرر فجأة بل قررت حكومته للدقة أن تعبث في أهم ما يملك الإنسان أصلا: “الوقت”. وعليه استشعر الصغار خطورة ذلك فكان أن قاموا بالاحتجاج وبالمناسبة لست هنا لتقييم هذا القرار سواء بالايجاب أو السلب لكن هي محاولة لمعرفة من يلام في وصول الصغار للاحتجاج وهل كانت المسوغات كافية لذلك.
في دول كثيرة تحسب نفسها ديمقراطية لا يأخذ الناس بالقرارات الجاهزة على حين غرة بل يتم استفتاؤهم.. فموضوع كزيادة ساعة أو نقصانها لا يحدده ساسة بل يعرض على الشعب أو على ممثليه في البرلمان وذاك اضعف الإيمان..
بالمحصلة احتجاجات الصغار جرس انذار يجب الانتباه له والتوقف عنده فهؤلاء فئة مندفعة ويسهل جدا استدارتها يمينا أو يسارا ويسهل الركوب على احتجاجاتها البسيطة وحرفها عن مسارها وقد تستدرج لصدام مع الأمن وهو ما يعتقد أنه تم بالفعل ولو في حالات معزولة حتى اليوم.
و الذي ومن المؤكد أن ابناءه أنفسهم قد يكونون ضمن المحتجين…
التلاميذ في النهاية مكانهم فصول الدراسة وعلى من لعب في ساعتهم أن يعاود التفكير مرتين حتى لا تضيع ساعة الجميع في غفلة من الجميع..