نجاح غير مسبوق للملتقى الوطني للاعلام باقليم طانطان‎

في إطار أنشطتها التكوينية و برنامجها السنوي و بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى العشرة لتأسيسها و اليوم العالمي لحرية الصحافة نظمت جمعية الاوراش الصحراوية للصحافة و التواصل بشراكة مع وزارة الثقافة و الاتصال الملتقى الوطني الثاني للإعلام أيام 9 و 10 و 11 يونيو 2017 بحضور ثلة من الإعلاميين و الباحثين و الأساتذة و الأكاديميين و الحقوقيون، و منابر إعلامية و صحفيين من جهات الصحراء الثلاث الى جانب فاعلين تنمويين و مندوب الشباب و الرياضة و ممثل السلطة المحلية و باشا مدينة الوطية و منتخبين على رأسهم نائب رئيس المجلس الاقليمي بطانطان .

وبعد تلاوة إمام وخطيب مسجد الوصية لحسن ادوبير آيات بينات من الذكر الحكيم افتتحت أشغال الملتقى الوطني الثاني للإعلام بدار الشباب بئر انزران بشارع ابن سينا بقراء الفاتحة و الترحم على روح الفقيدة أيقونة العمل الجمعوي و التعاوني بمدينة طانطان المرحوم ” فاطمة لقبايلي ” ،


وبعد ذلك  ألقيت عدة كلمات افتتاحية :

–         فاطمة أمين المديرة الجهوية لوزارة الثقافة و الاتصال قطاع الاتصال

–          أوس رشيد رئيس جمعية الاوراش الصحراوية للصحافة و التواصل

–         محمد الدنفور بهناس رئيس منتدى الجنوب للصحافة و الإعلام

–         يوسف الغزواني  النادي الإقليمي للصحافة ببوجدور 

الكلمات أجمعت على أهمية  موضوع الملتقى الوطني و ورشاته ، وطرحت رؤية وزارة الثقافة و الاتصال للرفع من مستوى القطاع الإعلامي بجهات الصحراء الثلاث ، هذا وقد تم تقديم الشكر لجمعية الاوراش الصحراوية للصحافة و التواصل  التي استطاعت تنظيم هذا الملتقى في شهر رمضان المبارك .

وفي هذا الاطار فقد تم افتتاح  أشغال الندوة الوطنية التي سيرها الأستاذ عبداتي أبلاغ رئيس منتدى الأطر و الكفاءات حول موضوع ” دور الإعلام في تسويق فرص التنمية بجهة كلميم وادنون ”  والتي اوضح بشانها اهمية تحمل الاعلام مسؤوليته من اجل الدفع بعجلة التنمية الى الامام.

بعد ذلك  فتح باب المداخلات :

– التي اعتبر فيها محمد امنون المستشار الجماعي و الإعلامي بالجهة حول محور ” الإعلام و التنمية ” أن التنمية  من في منطقة وادنون ليست فقط توفير دخل مادي وعمل قار للإنسان بل ان التنمية اليوم حسب تعبيره هي  إحساس الإنسان بكرامته و إنسانيته ووطنيته كعنصر فاعل في المجتمع ، مشيرا الى انها  تمر بتنمية المواطن من خلال التوعية و التكوين و التأهيل المستمر .

مشدد ا  في نفس الوقت على أن الوطنية لا تقاس ببطاقة التعريف الوطنية أو بجواز السفر بل في الانخراط في الاوراش الملكية التنموية ، موضحا على  أن مبادرة الجمعية المنظمة للملتقى الوطني للإعلام بإقليم طانطان تدخل في هذا الإطار .

طالبا في هذا السياق بضرورة تطوير الإعلام و نقله من إعلام الخبر إلى إعلام الحقيقة لممارسة الرقابة على السياسات العمومية للدولة ومسؤوليها ، مشيرا الى ان الإعلام الحزبي يعيش أزمة حقيقية ،وهو ما يدفع  بالجمهور  للبحث عن إعلام صادق ومسؤول يكون لسان حال الضعفاء و المظلومين و الأبرياء ، وأن على الجهات المسؤولة  تيسير الحق في الوصول إلى المعلومة لمعرفة الحقائق  

وليتم في  الأخير التأكيد على ان التنمية وفرصها تستوجب مخططات مدروسة بناءة لتحقيق رفاهية الإنسان يكون للإعلام دور فعال في بناءها وتسويقها و تنزيلها ، مع الاستثمار في العنصر البشري للانتقال من وضعية إلى افضل منها  .

من جهته وفي اطار حديثه  فقد اكد مولاي كيروف ابن مدينة طانطان دكتوراه في الاقتصاد مهتم بمجال التنمية عن مكتب الدراسات  /cmdc/ في مداخلته المتعلقة بفلسفة التنمية البشرية على اهمية برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي ترتكز قواعده على فك العزلة ، الحكامة ، المقاربة التشاركية و اعطاء الأهمية لفرق التنشيط بالأحياء ..مبرزا على الضرورة الملحة لإعداد برامج لتلبية انتظارات جميع مكونات المجتمع لمحاربة الفوارق الاجتماعية..

وفي ذات السياق اعتبر كيروف مولاي أن  المغرب قطع مراحل اقتصادية مهمة ، وكون خبراء تنمويين الا ان النتيجة الميدانية مع كامل الاسف للبرامج لم تكن في المستوى المطلوب لوجود مجموعة من الاختلالات.

وبالرغم من كل ذلك فقد اشار الى ان برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إقليم طانطان استطاع تمويل في دفعة أولى 73 مشروع مدر للدخل موجه للشباب العاطل بقيمة مليار و 800 مليون.

 وهو ما يتطلب من الاعلام  مواكبة هذه النهضة المشهودة بإقليم طانطان ، و التي أنتجت مشاريع شغلت معطلين و ووفرت فرص شغل أخرى  وهي تقدم  اليوم خدمات ضرورية ذات جودة للساكنة بنظام و انتظام .

مختتما حديثه هذا كون الفرص التنموية الكبيرة المتاحة بطانطان  والإرادة المسجلة للسلطة المحلية للعمل تتطلب التسويق الإعلامي للمنجزات التنموية المحلية و الانخراط في مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .


 

– بوبريك أحمد سالم رئيس المجلس الإقليمي طانطان سابقا رئيس جمعية جذور للتراث و المهتم بالمواقع الاركيرلوجيا ، اعتبر إن الجهة تتوفر على  العديد من المؤهلات السياحية ، ويحتضن إقليم طانطان 3 لمواقع أثرية ” الرسوم الصخرية منطقة أزڭر جماعة لمسيد – النقوش الصخرية منطقة واد فراح الجماعة القروية أبطيح – المدافن التلية تتواجد على مستوى ضفاف واد الشبيكة بالجماعة القروية الشبيكة  ”  خلَّفتها الحضارات الغابرة و بقيت شاهدة على مراحل تاريخية مختلفة للبشرية ، ودالَّة على ما كان يتميّز به بناؤها من عمق في التفكير .


هذا وقد قدم بوبريك أحمد سالم عرض مصور أمام المشاركين في الندوة تتضمن صور حية للمواقع الأثرية المذكورة  مع الكشف عن أثار قديمة  بإقليم طانطان تحوي عربات مرسومة ونجمة داود .. وثقتها جمعية جذور.

داعيا ساكنة طانطان لزيارة هذه المناطق و المساهمة في حمايتها من التخريب و النهب ، منبها  السلطات بضرورة توفير الحراسة اللازمة لحماية  المواقع الأثرية ، مطالبا من كل الفاعلين خلق  بنك معلومات  للمواقع الأثرية بطانطان و جهة كلميم وادنون.

وفي أخر العرض وجه  بوبريك أحمد سالم رسالة للمستثمرين المغاربة و الأجانب  لثتمين هذه المواقع التاريخية النادرة ، مشيرا الى انها قادرة على استقطاب مشاريع سياحية كبرى تحقق أرباح خيالية و نهضة اقتصادية جهوية ووطنية .

 

– أحمد الزينبي الأمين العام للنقابة المغربية للصحافة و الإعلام من مدينة فاس مدير جريدة المغربية 24  اعتبر ان بعض المواد الإعلامية تقتل فرص التنمية ، وربط بين دعم الإعلام المؤسساتي والتسويق لفرص التنمية و منجزاتها بجهة كلميم وادنون و المملكة عموما . مع مطالبته  بضرورة توفير موارد مالية ووسائل لوجيستيكة لجعل الإعلام عنصرا فعالا في التنمية و المساهمة في التسويق الإعلامي للأنشطة المحلية و الإقليمية و الجهوية التي توفر الأرضية المناسبة للاستثمار .


هذا وطرح الحضور الكريم عدة قضايا و إشكاليات تخص محور الندوة تتعلق

بنقل   تجربة السياحة المسؤولة من ” مدينة شفشاون ” الى مدينة طانطان

عن  أيّ  إعلام نتحدث و عن أيّ  تنمية نريد تسويقها ؟


 

   أحداث الريف كشفت عن فشل الإعلام الرسمي في نقل الصورة الحقيقية ، وفشل ثاني في نشر بريق الأمل في نفوس اليائسين

   وان هناك تنمية معطوبة بالجهة ، توجه لإنسان معاق نفسيا نتيجة سنوات الضياع و الانتظار

 خلل في المؤسسات المنتخبة – 

         وزارة الثقافة والاتصال تهمش جهة كلميم وادنون ” غياب مديرية جهوية *

 المسؤولين والمنتخبين لازالوا غير مقتنعين بشعارات التنمية الموجهة للبشر و حساسية المرحلة بالمملكة * 

المعلومة لازالت رهن الحجز –

وفي طانطان هناك من له عقدة في التواصل مع الجمعية *

طانطان تنفس الصعداء بفضل الملتقى الوطني للاعلام –

  بعض الجرائد بالجهة يدعمها منتخبين ، لايجب حجب السمش بالغربال *

يجب التفكير في آلية لدعم الإعلام لتسويق مهني وموضوعي لفرص التنمية بجهة كلميم وادنون –


 

  من جانب ثاني فقد انصبت كل المداخلات التي كانت بعيدة عن لغة الخشب ، أن الإعلام سلطة رابعة  يمارس التضليل و تزييق الحقائق، ونعيش  اليوم زمن شخص واحد يؤثر أكثر من القناة الأولى التي تتلقى الدعم العمومي وان قضية الصحراء يجب ان توضع في يد الشعب   .

 وان الإعلام بجهة كلميم وادنون ضحية التجادبات السياسية

        وهو ما يتطلب تشخيص خقيقي لمستوى التنمية قبل قضية الإعلام التنموي ، مع العلم أن المواطن بدل ان يقصد في مطلبه السياسي و الحقوقي يتجه إلى  مقر اقرب جريدة .

       بل ان البعض طالب  بتأسيس لجنة خاصة للاشتغال على الإعلام التنموي الذي يبقى المعول عليه في كل شيء من اجل الوصول الى هذا الهدف ولتنبثق في نهاية اشغال هذا الملتقى الذي وجد استحسانا من كل الحضور مجموعة من التوصيات التي جاءت على الشكل التالي  :

     التكوين و التكوين المستمر لفائدة الإعلاميين بالجهة لتقوية قدراتهم ليساهموا في إبراز الخصوصية الجهوية و فرص التنمية بالجهة-   

  إحداث قنوات رسمية لتسهيل الحصول على المعلومة لفائدة الصحفيين

         تخصيص صندوق لدعم المقاولات الصحفية لحماية الصحفيين من التجادبات السياسية –

 احداث مركز إعلامي بإقليم طانطان في محيط ساحة السلم و التسامح للتسويق لموسم طانطان و الثراث اللامادي بالمنطقة وطنيا و دوليا

         تنظيم لقاءات تواصلية بصفة دورية حول مواضيع متخصصة لشرح المضامين للصحفيين و مدهم بكل المعلومات التقنية و العلمية (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية نموذجا).

–                  تأهيل الفنادق القديمة في طانطان العميق و مناطق الجهة لتشجيع السياحة الداخلية.

  تشكيل لجنة من إعلاميين و مهتمين بالتنمية و الآثار و السياحة من اجل تشكيل قوة اقتراحية للمشاريع ذات الأولوية بالجهة

       تشكيل هيأة متخصصة في حماية الآثار و الرسومات التاريخية من النهب و التخريب بالتنسيق مع جمعية جذور بالطانطان و الجهات الوصية

      جرد مختلف التسهيلات المتاحة للمستثمرين بجهة كلميم واد نون وعرضها إعلاميا بمختلف اللغا*

         الاستثمار في العنصر البشري كركيزة من ركائز التنمية

في اليوم الموالي عرف الملتقى الذي نشط فقراته الاعلامي و الجمعوي عبد الرحمان خاشي بباحة الاستراحة الامل  في مدخل مدينة طانطان الشمالي قرب ” الجميلات”  تنظيم معرض للصور الثراتية و  السياحية مع  توزيع خرائط سياحية خاصة بجهة كلميم وادنون ، وتنظيم ورشات لتقوية قدرات الصحفيين وتنظيم لقاءات تواصلية بين مسؤولة وزارة الثقافة و الاتصال و رجال الإعلام بإقليم طانطان و جهات الصحراء ،  و ليختتم الملتقى بتلاوة برقية ولاء و إخلاص إلى السدة العالية بالله . وكذا تكريم شخصيات فكرية وسياسية وإعلامية وحقوقية وطنية وجهوية، شاركت في هذا الملتقى الإعلامي وتسليم شهادات تقديرية وتدريبية للمشاركين.

اترك رد