طانطاني 24 | صوت المغرب .
في قرار لم تعلنه رسمياً أي جهة من الدول المعنية به، تحدث بيان لوزارة الخارجية الجزائرية اليوم، الخميس 25 يوليوز، عن دعم فرنسي للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، معتبراً إياه قراراً “غير منتظر ولا موفق”.
وإلى الآن لم يصدر أي بيان رسمي من المغرب، أو من فرنسا التي سبق أن عبر وزير خارجيتها ستيفان سيجورنيه، فبراير الماضي خلال زيارة بالرباط، عن تمسكه بالموقف السابق لبلاده في دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تطرحها المملكة.
خطوة استباقية
يتوقع الخبير في شؤون الصحراء والساحل عبد الفتاح الفاتحي، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن يكون بيان الجزائر اليوم “خطوة استباقية” تنتقد من خلالها موقفاً يتهيأ لدى فرنسا سياسياً بخصوص قضية الصحراء وعلاقاتها مع المغرب”، كما يرى في نفس الوقت أنه “قد يتبين للجزائر من جهة أخرى أن السياق الحالي فرصة مناسبة لإعلان موقفها، كتحذير لباريس إذا ما اتخذت موقفاً يتضمن اعترافاً صريحاً بسيادة المغرب على الصحراء”، عاداً إياه “تهديداً بتداعيات اقتصادية ودبلوماسية تتمثل في سحب السفير أو قطع العلاقات، أو التراجع عن مد فرنسا بإمدادات نفطية وغازية”.
ويقول الفاتحي إن الجزائر “فقدت بوصلتها التي كانت تخطط لها في سياق مصالحة تاريخية مع فرنسا لتعزيز علاقاتها، بناء على تفاهمات ثنائية في ما يخص القضايا السياسية على المستوى الإقليمي في إفريقيا ولا سيما قضية الصحراء”، حيث تبين لها أن فرنسا لن تكون متورطة في هكذا مفاوضات حول قضية الصحراء أو حول أي مصالحة تقتضي في نهاية المطاف “تطبيعاً يتضمن ممارسة ضغوط على المملكة المغربية في ما يخص قضية وحدتها الترابية”.
مراجعات فرنسية
أما بشأن الموقف الفرنسي من الصحراء المغربية في سياق التحولات الجارية داخل فرنسا، يرى الخبير في شؤون الصحراء والساحل أنه بعد الانتخابات الفرنسية الأخيرة “يبدو أن هناك رضى وقناعة بمحورية المغرب كصديق وشريك أساسي لفرنسا من خلال الفاعلين السياسيين المرشحين لأن يكونوا في قيادة البلاد، سواء الحالية أو حتى الرئاسية في المستقبل”، ويستدرك قائلاً “حتى من جهة الحزب اليميني المتطرف يبدو أن هناك علاقة تقدير للمملكة، كما هو شأن الأحزاب اليسارية أيضاً”.
ويعتقد المتحدث ذاته أن الجزائر “ربما كانت تخطط لمشروع مع ماكرون عقب زيارته لها، والتي اتسمت بصعوبة ترجمت الأزمة الدبلوماسية بين الرباط وباريس ما جعل أداءها يتراجع سواء من ناحية الاقتصاد أو المواقف السياسية”، لكنها أدركت أين تتجه بوصلة باريس مع المراجعات التي قام بها الرئيس الفرنسي يضيف الفاتحي في خضم المتغيرات الداخلية أولاً والمتغيرات الإفريقية، “والقدم القوية التي تتعزز للمغرب في القارة السمراء، وكذلك أهميته كفاعل أساسي بالنسبة للعديد من دول القارة خصوصاً بعد طرح المبادرة المغربية الأطلسية لمنح منافذ بحرية لفائدة دول الساحل والصحراء.
ويوضح الفاتحي أن البوصلة الفرنسية اليوم مع الموقف المغربي والموقف الدولي حيث أضحت أزيد من 100 دولة داعمة لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، “ولا يمكن لفرنسا أن تفاوض أو تساوم الجزائر بخصوص هذا المعطى”، لافتاً إلى أنه إذا ما كانت هناك من تفاهمات مستقبلية أو تاريخية وقعتها الجزائر على أمل المس بالمواقف السياسية المتعلقة بالصحراء، “فالجانب الفرنسي قد أنهى هذه الأحلام ودعا الجزائر إلى الدخول في مفاوضات اقتصادية، دون إقحامه في لعبة الصراع الإقليمي الذي تريده مع المملكة المغربية، بحكم رغبتها في محاولة فرض هيمنة على القارة الإفريقية”.