
لازالت “بعض” الوجوه المحسوبة على ما يسمى ب”تنسيقية أيتوسى بإقليم طانطان” مصرة على المضي قدما في تعنتها من أجل إنجاح مشروعها السياسي الخاص، حيث أقدمت بحر هذا الأسبوع على محاولة تغليط الجهات الرسمية بإقليم طانطان، من خلال فتحها عبر “بعض” ممثليها قنوات حوار مباشرة مع السلطات المحلية، قصد إظهار نفسها المخاطب الرسمي والوحيد والشرعي باسم قبائل أيتوسى بطانطان، ومحاولة إخراج ملفها المتعلق بإعادة تجديد مكتب زاوية أيتوسى بطانطان من رف الحفظ والتجميد، بل بلغ بها الأمر حد تجييش كل طاقاتها قصد محاولة تغليط هذه الجهات الوصية مرة أخرى، وهي شطحات ومناورات متجاوزة لا يمكن لها أن تصمد أمام حقيقة الواقع، ذلك أن لحمة ووحدة قبائل أيتوسى تتأتى كما هو متعارف عليه عرفيا من خلال التوافق والتراضي وتقديم التنازلات، للحصول على تمثيليات مشهود لها بالكفاءة والتاريخ والسجل النظيف، وليس عبر محاولة فرض تمثيليات غالبيتها لا تتمتع بالإجماع القبلي والمحلي، فما هي أبرز الخطوات التي أقدمت عليها هذه التنسيقية مؤخرا سعيا منها لحفظ ماء وجهها ؟ وهل هذه التنسيقية قادرة حقا على ابتكار مشروع سياسي حقيقي مستقبلا ؟ وما هي الحلول والتوصيات التي ينبغي أن نقدمها لهذه التجربة المشوهة ؟
سارعت “بعض” الوجوه النشيطة داخل ما يسمى ب”تنسيقية أيتوسى بطانطان” إلى العودة مجددا لخطاب التمويه والمناورة عبر تقديم نفسها للجهات الرسمية بإقليم طانطان على أنها الممثل الحقيقي لقبائل أيتوسى بطانطان في المرحلة الحالية، متناسية بأن التمثيلية تفرز بشكل مفتوح ورسمي داخل مقرات معترف بها من قبل مؤسسات الدولة وليس بشكل مغلق وغير متوافق عليه، إذ لا يقبل العقل أن يدرج ضمن القانون الأساسي للجمعية التي كان يراد لها أن تؤسس باسم زاوية أيتوسى بطانطان نقطة الصلاحية المفتوحة، دون تحديد سنوات محصورة للولاية الخاصة بالمكتب المسير، مما يوضح حجم الأنانية التي تطبع “بعض” الوجوه التي تدعي محاولة انتشال قبائل أيتوسى بطانطان من وحل الأفول السياسي.
كما أقدمت هذه اللجنة الخاصة بهذه التنسيقية خلال لقائها الأخير مع الجهات الوصية والرسمية بإقليم طانطان على محاولة فرض نفسها كناطق نهائي ووحيد باسم قبائل أيتوسى بإقليم طانطان، مستغلة تواجد “بعض” فئاتها داخل مؤسسات الدولة سواء منها العمومية أو المنتخبة، دون أن تنتبه إلى أنها من حيث لا تدري قامت بإقصاء لا يغتفر للفئات التقليدية المفرزة عرفيا من داخل قبائل أيتوسى بإقليم طانطان، وهي نقطة لا يمكن التغافل عنها أو القفز عليها خاصة وأننا في صدد إطار إثني وعشائري يتم فرز قواعده إنطلاقا من التمثيليات الشرائحية (الكوانين/العائلات).
إن الإطار الذي يدعي باطلا حمل مشروع سياسي جديد وواعد لأهاليه وذويه لا يعتمد مقاربة الإقصاء، ولا يسعى لتحقيق المصالح الخاصة والضيقة، ولا يروم الركوب على مكتسبات القبيلة، ولا يوظف خطابات التجييش الحماسية قصد دغدغة عواطف الناس واستمالة قلوبهم، بينما هو في الجوهر لا يسعى سوى للتودد الى الجهات الرسمية وتغليطها بأنه الواجهة التمثيلية الوحيدة لقبائل أيتوسى بطانطان، بينما هو في الحقيقة لم يستطع الى الآن حتى لم شمل التمثيليات المفرزة وتوحيد رؤاها، في أفق إصدار اعلان اعلامي رسمي يوثق للتوافق والتراضي والوحدة المنشودة، الأمر الذي جعل من هكذا مشروع سياسي مجرد تجربة سريعة حتمية الزوال والاندثار.
وحتى لا يقال بأننا نركز على الجانب الفارغ من الكأس دون تقديم حلول عملية وتوصيات جريئة من شأنها أن تساهم في حلحلة هذا الوضع الستاتيكي والجامد، فإننا و-للتاريخ- نناشد هذه التنسيقية التي “ركبت رأسها” تعنتا سلبيا منذ أولى جلساتها التأسيسية إلى تغليب منطق الحكمة والحوار الهادئ، وذلك عبر الجلوس داخل مقرات مكون قبائل أيتوسى بطانطان المعترف بها رسميا من قبل الدولة، وخلق انتخابات للمكاتب بشكل ديمقراطي وشفاف، واستبعاد الوجوه المشهود لها منذ عقود بالمتاجرة المقززة باسم “أيتوسى” بإقليم طانطان، فتوحيد صفوف المكون لن يتأتى إلا بإثبات ذلك ميدانيا وفعليا وليس بمجرد الخطابات العاطفية، أي عبر تقديم التضحيات ونكران الذات وتوفر الشخصيات الكاريزمية والعصامية التي تسعى لرؤية أبنائها في مستويات مشرفة للمكون ولمؤسسات الدولة، الأمر الذي من شأنه المساهمة فعليا بشكل مباشر في تقوية صفوف المكون وتبوئه لمكانة مرموقة، وبالتالي المساهمة فعليا في الدفع بعجلة التنمية عبر خلق السلم الاجتماعي الذي من شأنه تقوية الهيئات السياسية والجمعوية ببلادنا.
في كلمة، لا قوة ولا توحيد ولا نجاح لمكون قبائل أيتوسى بطانطان دون وجود رجال مستعدون للتضحية الكاملة من أجل حرماتهم، كما عهدنا تاريخيا من هذا المكون الذي قدم آلاف الشهداء في سبيل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، إلا أنه اليوم يتعرض للكثير من الحيف سياسيا نظرا لتهاون وتغليب المصالح الشخصية لبعض من يدعون تمثيليته الراهنة، الأمر الذي صعب المهمة على الدوائر الرسمية للبلاد بإقليم طانطان في التعامل المسؤول مع ممثلي القبيلة الرسميون، وهو ما بات يتطلب مستعجلا إعادة هيكلة الإطارات التقليدية لقبائل أيتوسى بطانطان وفق منطق التنازلات الحكيمة، ووفق جعل المصلحة العليا للمكون فوق أي اعتبار، وليس مجرد التقرب من دوائر القرار للحصول على الفتات، فالتاريخ لا يتذكر إلا الرجال الذين استرخصوا صحتهم ووقتهم ومالهم من أجل رفعة مكونهم وليس للركوب على ظهره واستغلال تاريخه لتحقيق المصالح الشخصية الزائلة.
عن “اللجنة التحضيرية لشباب أيتوسى بطانطان”.