في البداية، و قبل الإجابة عن تساؤلاتكم الكثيرة بخصوص الجرعة الثالثة المعززة… أود أن أعود للخطاب الملكي بمناسبة افتتاح دورة البرلمان… لأن هذا الخطاب كان واضحا في وضع خارطة طريق للخروج من الأزمة و تحمل كل منا مسؤوليته الفردية و الجماعية في هذه الملحمة التي تجسد الإرادة الملكية القوية… فقد قال جلالته بالحرف:
“وقد حققنا، والحمد لله، الكثير من المكاسب، في حماية صحة المواطنين، وتقديم الدعم للقطاعات والفئات المتضررة. وقد قامت الدولة بواجبها، في توفير اللقاح بالمجان، الذي كلفها الملايير، وكل الحاجيات الضرورية، للتخفيف على المواطن من صعوبة هذه المرحلة. ولكنها لا يمكن أن تتحمل المسؤولية مكان المواطنين، في حماية أنفسهم وأسرهم، بالتلقيح واستعمال وسائل الوقاية، واحترام التدابير التي اتخذتها السلطات العمومية.”
فالخروج من الأزمة و بأقل الخسائر البشرية و بطموح ربح تنافسية دولية… يمر حتما بتحمل كل منا مسؤوليته كأشخاص و جماعة بالانخراط في عملية التلقيح… و أظن أن مدبري الأمر العمومي التقطوا الاشارة المولوية… فلا يمكن للمغاربة و لا الوطن و لا الدولة أن تبقى رهينة لقلة من المغاربة بسبب قناعتهم… و لا أن نخنع ل “فاشية التشكيك” لفئة من مخترعي “فيروسات الكذب”… و على مدبري الأمر العمومي تحمل مسؤوليتهم الكاملة بفرض واتخاذ كل القرارات التي تخرجنا من الأزمة و توازي شجاعة التحليل الواقعي للخطاب الملكي… فلسان حال الملقحين هذه الأيام يقول: “نلقحوا حتى بعشرين جرعة… و لكن حلوا علينا بالكامل… و ارفعوا كل القيود… لا نريد أن نبقى (و لا تجعلوا منا) رهائن لغير الملقحين… نريد التمييز الايجابي… و “هذاك الجواز إما ديروه… و لا حيدو الإشهار من التلفزة… و دوزو الحاجة أخرى”…
أما بالنسبة لأسئلتكم بخصوص الجرعة الثالثة…
1- علاش الجرعة الثالثة…الأرقام المغربية واضحة… أكثر من 80 في المئة من الملقحين الذين توفوا، رحمهم الله… توفوا بعد ستة أشهر على تلقيحهم بالجرعة الثانية… و يعزى ذلك لانخفاض مناعتهم المكتسبة و كونهم من دوي الأمراض مزمنة… و هنا، ليس بالضرورة أن تكون عبقريا لتقرر أن تعزز مناعة هؤلاء بجرعة ثالثة بعد ستة أشهر عن تلقيهم الجرعة الثانية… إلى جانب أصحاب الصفوف الأمامية لأنهم معرضون للفيروس بنسب كبيرة… وهذه المقاربة هي التي أوصت بها الوكالة الأمريكية للدواء و الأغذية… و لا تتعارض مع أية توصية علمية لمنظمة الصحة العالمية… و التي توصي أخلاقيا بتوزيع عادل للقاحات بين الدول و بوجوب تعميم اللقاحات على الدول النامية في إطار عدالة دولية تلقيحية…
2- شكون يتلقح دابا…الأشخاص الذين لقحوا منذ ستة أشهر لأنهم يتوفرون الآن على كل هذه الشروط
3- واش نخلطو بين أنواع اللقاحات…كل الدراسات العلمية المتوفرة (بعضها مرفق مع التدوينة) تثبت أن الخلط ما بين لقاحات مختلفة يعطي مناعة أقوى… و حتى لا يزايد علي أحد… فبعد تلقيحي بالجرعتين الأولتين بسينوفارم… اخترت أن ألقح بفايزر كجرعة ثالثة، و لأثبت من ذاتي أنه يمكن الخلط بين أنواع اللقاحات… إذن…
فبالنسبة للذين لقحوا بأسترا زينيكا، فأنصحهم بفايزر… و إذا كنتم قد لقحت بسينوفارم، فاختياركم يبقى مبنيا على ارتياحكم لنوع اللقاح مادام الاختيار العلمي قد حسم فيه من طرف اللجن المختصة… فكثيرون و من أجل الحركية سيختارون فايزر… و أخرون سيفضلون الاستمرار باللقاحات الكلاسيكية مثل سنوفارم… و مرة أخرى أؤكد أن المواطن لم يعط و لم يوضع في احتمال أي اختيارعلمي… , اظن أن هذا مفهوم لدى الجمهور العريض… و لكن ينتقده بعض “واهمي المعرفة” والذين لا زالوا يخلطون بين لقاح سينوفاك الغير مستعمل بالمغرب و سينوفارم… و لا يفرقون بين المرحلة الثالثة السريرية و التي هي في إطار التجريب و المرحلة الرابعة و التي هي عبارة عن يقظة دوائية بعد الترخيص للأدوية و اللقاحات… الله يهدينا وصافي…
4- هل هي نفس اللقاحات… أم لقاحات طورت ضد السلالات؟ سؤال وجيه… المغرب يراقب اللقاحات التي تطور ضد السلالات و التي لم تستكمل التجارب عليها… اللقاحات المستعملة حاليا في العالم كلها أصلية و التي أثبتت نجاعتها ضد تطوير الحالات الحرجة في 95 في المئة… المغرب يتابع عن كتب تطوير اللقاحات ضد السلالات و التي لم تستكمل التجارب عليها… و ‘مكانية الإنخراط فيها… و هذا موضوع أخر
5- الجرعة الثالثة و الرابعة و الخامسة…أبتسم عندما أرى هذا السؤال المستفز… لأنه سؤال الشباب… لأنهم لا يعرفون أنه بعد الأربعين سنة… حتما تكون مرغما لأخذ الكثير من الأدوية كل يوم… و غير بالعقل… إذا كانت المناعة تنخفض مع الجيل الأول من اللقاحات بعد ستة أشهر… أظن أن أسوء سيناريو هو إعطاء جرعة سنوية باللقاحات الجديدة من الجيل الجديد… و بالطيع لفئات معينة كما نقوم به حاليا بالنسبة للقاح الأنفلونزا…
6- تزامن جرعات ضد الانفلونزا و الكوفيد…نعم… لا يوجد أي مانع طبي أو علمي لعدم تزامن الجرعتين.
و في الأخير، أعود لما قاله صاحب الجلالة في خطابه الأخيرو بالحرف… “وفي هذا السياق الإيجابي، ينبغي أن نبقى واقعيين، ونواصل العمل، بكل مسؤولية، وبروح الوطنية العالية، بعيدا عن التشاؤم، وبعض الخطابات السلبية”… أتمنى أن ينصاع الكثيرون لهذا النداء المولوي… و كصاحب الجلالة أرى في هذه الازمة الصحية العالمية فرصة تاريخية تؤسس لمرحلة واعدة… لمغرب متفائل… يستطيع… بفضل مقاربة تشاركية وطنية و في سيادة كاملة… تحت الرعاية الملكية… تمكننا و بكثير من الأمل الخروج من الأزمة قريبا إن شاء الله…
و حفظنا الله جميعا…