بقلم : محسن العسري
بينما تتجه المملكة نحو احتمال تمديد حالة الطوارئ الصحية لاحتواء الوضع وقطع الطريق أمام تفشي الجائحة أكثر، خصوصا بعد رصد بؤر إصابات وسط العائلات والأشخاص الحاملين للعدوى دون أعراض.
سجلنا بالصحراء وبأسف شديد سلوكات انتهازية انتخابية استرزاقية جبانة تفتقد للذوق واللياقة والحس الوطني سواء من أصحاب الجنسيات الاسبانية و العلاقات الخارجية المشبوهة أو من طرف أبناء أقاليم مغضوب عليها .
و يواصلُ منتخبين بطانطان بدورهم ركوب ” قارب كورونا “، بعد التحاقهم بالإقليم سواء من خارج الدولة أو من المغرب النافع كما يقال مكرهون لا أبطال خوفا من الموت و العدالة الإلهية تحت أنغام ديسك ” يا الرَايح وين مسافر تروح تعيا وتولي ، شحال ندموا العباد الغافلين قبلك وقبلي” .
لذلك موضوع جائحة كورونا لا يعنيهم بقدر ما يعني سلامتهم الصحية لترتيب وتهييىء أنفسهم للقادم المعروف ” ليلة الدخلة الانتخابية” ، فهم يتواجدون حاليا تحت الحجر الصحي .
والسؤال المطروح هل نحن أمام القيام برد فعل فاعل أم الاستمرار في عقلية الانفعال؟
الملاحظ أن حملات التعقيم مثلا تقتصر فقط على الشوارع الرئيسية وهو ما يوحي أننا لسنا أمام واجب وطني بقدر ما يتعلق مسألة لا مندوحة لهم عنها ولا خيار لهم بشأنها أي ممثلين للسكان يمارسون دعاية انتخابية متأخرة بالمال العام تحت شعار ” أكلك منين يا بطّة أكلك منين “.
فالمنتخبين الذين يتمرغون في الريع دون أن يكون لحضورهم قيمة مضافة في تجويد حياة السكان و الرفع من قيمة الدولة ومؤسساتها ظلوا يتهامسون دون أن تخرج كلمات حقيقية بعد من شفاههم.
ويسجل بذالك غياب الانخراط الإنساني والمواطناتي لمواجهة هذا العدو الفتاك خلال توزيع مساعدات غذائية محدودة ، بدون أي إبداع و جديد في القلية المتعفنة التي دمرت إقليم طانطان و الجهة .
الصراحة ، أنا شخصيا لم أرى احد منهم يشتغل بنفسه وفي الميدان مع العلم أن هذا الأمر يدخل من اختصاصات المجالس المنتخبة ، بل هناك منهم من يتربصون بالمعونات المخصصة للفقراء والمحتاجين والأرامل ليقسمونها على بعضهم وعلى معارفهم الدين لا يحتاجونها ، أمام أعين الجار المرحوم و المهمش المدمر قبل كورونا مما يهدد السلم الاجتماعي ويرفع منسوب السخط على الدولة في نفوس الناس .
والكل يعلم مثلا أن توعية الناس بخطر كورونا لاتنفع شريحة المنتخبين في شئ ، ” ما فيها مرقة فيها غير تمارا ” ، المهم عندهم هي صفقات الغفلة المغشوشة و ميزانيات الذل و العار .
فلا يخرجون ويجولون، ويتجولون داخل طانطان شبرا شبرا، وزنقة زنقة، تحية وسلام، وعناق ومصافحة، ليل نهار ، وما إلى ذلك بكل افراد عائلتهم الا في اسبوع الفرس الانتخابي متخطين كل الحواجز بالبكاء و العويل ولعب دور الضحية وقراءة فاتحة التعاقد و الشراكة و التحالف مع الجميع بل حتى في الأحياء المظلمة بمافيها المتواجدة بجوار حي النهضة ودوار الشمع ..
لكن الحمد لله إقليم طانطان عندوا ناس أكفاء و قادرين على أداء المهمة على أحسن ما يرام من محسنين و إعلام حر و مجتمع مدني و معلمين و جيش ودرك وقوات مساعدة ورجال سلطة وأطباء وممرضين، وتجار ، وصيادلة . . ليس ببعيد كنا نشكوا من التبخيس وبعدم الثفة بين الشباب و السياسة اليوم جمعتنا جائحة كورونا وأصبحنا كحزب واحد ، الإنسان تم الإنسان من اجل الوطن.
وبالتالي فالسلطات و الجمعيات تواجه “زحف كورونا” في غياب المنتخبين ، و المواطنون واعون وأبانوا عن وعيهم بشكل حضاري وطني أممي ولا ينتظرون توعيتكم فالوعي ينقص من لا وعي له من امثال الذين يدعون الوعي وهم في الأصل غير واعون.
ورغم ذلك فجل المنتخبين والبرلمانيين هم أغنياء، لهم رصيد هام من المغفلين لإستعمالهم كلما اقتربت الاستحقاقات الإنتخابية، و حتى أعراسهم تكون خارج النفوذ الترابي بعيدا عن المدينة التي بفضلهم وكرمهم ومعدنهم تعيش في العصر الحجري.
والحقيقة الساطعة اليوم ان المنتخب الحقيقي هو الذي يتواجد دائما في الصفوف الأولى كيفما كانت الأحداث، ناكرا لذاته، يفكر في إيجاد الحلول المناسبة وتلبية مطالب من صوتوا عليه عن قناعة، و العُظماء لا يَمُوتون في الكون و السُكّان يسجلون الملاحم التي يسطرونها الرجال بعيدا عن وطنية ربع ساعة الأخيرة .
ونتمنى من الدولة أن لا تترك أي فرصة للمنتخب الفاشل الانتهازي لتطبيق خطته الخبيثة أو الظهور مقابل تمتعه بكل الامتيازات دون مسالة في زمن كورونا .
فكفى ما قدمته لهم من رخص و عقار و تكريم و دعم لعقود بدون أن يرفع من شأنها أمام الأمم و السكان ، بل منحته شرعية انتخابية من اجل الرفع من نسبة المشاركة ، نتمنى صادقين أن تكون انتخابات ما بعد كورونا فرصة حقيقة لبناء نخب جديدة بإقليم طانطان و الصحراء عامة بعيد عن لغة 200 درهم و التساهل مع سماسرة الأزقة و مستغلي نساء تحت خط الفقر و الأمية .
فتجار الدكاكين السياسية انتهت صلاحيتهم هؤلاء غير عبادين الــلُّومـَــــــــة و تابعين الدرهم و أحسن كاع مايبانوش ، كلشي مزيان لحد الساعة سانك سانك ..
ولكي لا أنسى فرجال سلطة بإقليم طانطان ربحوا في هذه المعركة بالتواصل المباشر مع المواطن وفي الشارع العام ومنهم من قدم الدواء و الغذاء من أجره الشهري ..
وللتذكير فقط فأغلب سكان إقليم طانطان يعيشون ظروف اجتماعية قاهرة لا راميد و لاضمان اجتماعي و لا كارطية ولا بلان ، و رقم 1212 لم و لن يلبي الحاجيات لحد الساعة .الكثير عندهم ربي سبحانه وتعالى والمحسنين.
وختاما لا تستطيع أن تعرف معادن الرجال، بكثرة المناصب و المال والجاه و االرئاسة المزعومة فحسب، بل من المواقف الصعبة، فلا تنتظروا من المنتخبين ، دون تعميم طبعا، الإنتهازيين آكلين المال العام مبادرة ما، فلحسن الحظ سنة 2021 على أبواب لتنظيم اكبر حملة تعقيم حقيقية في التاريخ .
اللهم شافي مرضانا وأحفظ أمتنا وابعد عنا هذا الوباء الفتاك يا رحيم يا مجيب السؤال.