المجلس الوطني للصحافة و عقدة الصحراء,.

بقلم : محسن العسري

احتجت عدد من الجرائد بالأقاليم الصحراوية عن سر منعها من الدعم رغم استيفائها لجميع الشروط المتلائمة مع مجالها الجغرافي المهمش .

ليظهر مجددا أن الصحراويين مغبونين ومكروهين وينتظرون دائما السراب من عقلية و  سياسة عنصرية مجالية لا تراعي كرامتهم و أدميتهم وخاصة أنهم يدافعون عن المغرب رغم الإغراءات التي لم تجد طريقها إليهم.

فلايعقل أن يتم صنع مجلس وطني بالمملكة لايبالي بالمقاولات الإعلامية الناشئة  بالصحراء و الجرائد ذات الاقدمية المهنية و النضالية ، ولا يهتم لمجالها الترابي وخصوصيتها المجالية ، حيث أصبحت اليوم المنشآت الصحافية في جهات الصحراء الثلاث وخصوصا جهة كلميم وادنون تحارب من أجل البقاء..

انه ياسادة إعلام صحراوي مكافح مواطن مهنييه يعيشون في الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية، يواجه اليوم قوانين وقرارات  مشبوهة تساوي أهل الصحراء مع أهل التل في مشهد للخيال العلمي..

فالحد الأدنى المنصوص عليه في الاتفاقية الجماعية 5800 درهم شهريا، واستثناء بالنسبة للمواقع الالكترونية والصحف الجهوية لا يقل عن 4000 درهم شهريا..

 يريدون من الصحافي  العاطل عن العمل بالصحراء  أن يقوم بتزوير قيمة أجره الشهري من طرف المقاولة الإعلامية وصندوق الضمان الاجتماعي؟ ..

حتى إعلام  السلطة و لوبيات الانتخابات التابعة لها عندنا في إطار ريع الفساد تتقاضى 2000 درهم شهريا سواء من الإنعاش الوطني أو ميزانية النظافة بالمجالس الجماعية بالعيون وغيرها .

وبالنسبة للأبواق الإعلامية الحزبية سواء الورقية أو الاليكترونية فهي لا تعني شيئا للمواطن المحلي ، فالجرائد الورقية الحزبية تبيع 80 نسخة بالعيون في اليوم ؟

ولكن في الواقع هي مطبوعات ممولة تهدف إلى نشر الاستبداد الحزبي و عرقلة صناعة نخب حقيقية شابة بالصحراء تشرف المملكة في تدبير الشأن العام المحلي و تطور الترافع الدبلوماسي في المحافل الدولية .

والاليكترونية من تلك الجرائد تعتمد سياسة التسمين و شراء التفاعلات و الاعجابات الوهمية بأموال أهل الصحراء .. وماخفي أعظم!!

فعن أي تجربة متميزة وتنظيم ذاتي للمهنيين، يتحدثون عنه في المغرب النافع ، بعد إحساس جماعي بالصحراء بالفشل في الخروج ببيت صحفي ديمقراطي نظيف يسع كل رواده، ( من طنجة إلى لكويرة ).


اليوم نحلم أن نؤسس لبديل، يضمن استقلالية وشفافية الإعلام و نشارك بشرف في الحفاظ على  “ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة” بإقليم طانطان و الصحراء عموما ،

واستدل هنا بتصريح السيد نور الدين مفتاح، رئيس لجنة المنشآت الصحفية وتأهيل القطاع بالمجلس الوطني للصحافة،  الذي قال بأن هذا المجلس على عكس المجالس الأخرى التي تستقبل الشكايات، بل هو مجلس للمزج بين الشق المهني والشق الاجتماعي لوضعية الصحافيين حسب تعبيره .

وهذه أول شكاية مباشرة  مفتوحة من إعلام أهل الطانطان و الصحراء لهذا المجلس الجديد الذي يطالب عدد من الفاعلين سلك أبواب القضاء من أجل حله .

فعن أي مجلس وطني للصحافة وعن أي دعم للإرتقاء بالمنتوج الصحفي ننتظر..؟

 

اترك رد