هل يمكن أن تحكم امرأة في الجزائر؟

شدد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في أكثر من مناسبة على ضرورة تغيير الذهنيات تجاه المرأة، وضرورة دعم جهود ترقية دورها في مؤسسات الدولة.

وقصد إشراك المرأة في الحياة السياسية، تم سنّ قوانين لحمل الأحزاب على ترشيح النساء ضمن القوائم الانتخابية.

هذه الخطوات مكّنت المرأة الجزائرية من دخول المؤسسات المنتخبة بقوة فأصبحت من بين النساء العربيات الأكثر تمثيلا في البرلمان، كما تقلدت 4 منهن رتبة جنرال في الجيش الجزائري.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، يتجدد الحديث حول إمكانية تقلد المرأة الجزائرية منصب الرئيس، إذ ورغم ترشح زعيمة حزب العمال لويزة حنون للرئاسة أكثر من مرة إلا أنها لم تستطع الفوز على بوتفليقة.

تغيير الذهنيات

ويرى أستاذ علم الاجتماع بجامعة بوزريعة أنيس عبد ربه بأن “الجزائر في حاجة إلى تغيير الذهنيات أكثر من القوانين”.

ويشير في هذا الصدد إلى أن الفكرة السائدة لدى أغلب الجزائريين هي أن “المرأة عنصر أساسي في المجتمع لكنها لا تتوفر على القدرة في تسيير شؤون السياسة”.

المرأة والتمثيل السياسي في الجزائر: حقيقة أم مجرد خطاب؟

ويُذكر المتحدث بالنتائج الضئيلة التي حصلت عليها المرشحة السابقة لمنصب رئيس الجمهورية لويزة حنون، ويعتبر بأن “هذه النتائج لا تعني رفض المجتمع لحنون كامرأة إلا أنها تعطي صورة عن التوجه العام”.

وتحصلت لويزة حنون على نسبة 1.37 بالمئة من أصوات الناخبين في انتخابات الرئاسة لسنة 2014، والتي فاز بها بوتفليقة بنسبة 81.53 بالمئة.

وخاضت حنون ثلاثة انتخابات رئاسية، وكانت أكبر نسبة للأصوات تحصلت عليها هي 4 في المئة سنة 2009، وهو ما يعبر حسب أستاذ علم الاجتماع أنيس عبد ربه “عن عدم استعداد الجزائريين لأن تحكمهم امرأة”.

عادات متوارثة

من جانبها، ترى الناشطة الجمعوية، جهيدة عمري، بأن “الجزائري بدأ يقتنع بدور المرأة في المجتمع، وأصبح لا يتنكر لعقلها”.

في المقابل، ترى المتحدثة بأن الجزائري “يستمد قناعاته من عادات وتقاليد توارثها عن الأجداد وبحكم ذلك يرفض أن تحكمه امرأة” .

وتضرب عمري مثالا على ذلك بحادثة استهزاء بعض الشباب بلويزة حنون عندما قررت الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، والتصفير الذي شاب مداخلتها في إحدى خرجاتها الميدانية.

من جانبه، يرى أستاذ الإعلام بجامعة الجزائر بلقاسمي عثمان بأن دور المرأة في مؤسسات الدولة أجبر الكثير من المتعلمين وغير المتعلمين على احترام قدراتها في التدبير والاضطلاع بمهامها كمسؤولة ومنتخبة ووزيرة.

حديث سابق لأوانه؟

ويعبر عثمان عن تفاؤله بتغير الذهنيات مع مرور الزمن، ويقول إنه “كانت هناك معتقدات بالية حتى في أميركا لكنها تغيرت مع مرور الزمن فكيف لا تتغير عندنا”.

ويشير المتحدث إلى انتخاب الرئيس باراك أوباما بعد ما عاناه الأميركيون السود من تمييز عنصري طوال سنوات.

ويختم “أرى بأن الحديث عن تولي المرأة رئاسة الجزائر سابق لأوانه لكنه ليس بالأمر المستحيل على المدى الطويل”.

المصدر: أصوات مغاربية

اترك رد