السفراء الصغار لمؤسسة الرسالة التربوية بسلا يرفعون علم المملكة بسماء تركيا للمرة السادسة ويمثلون المغرب بالمهرجان الدولي للطفل المقام عادة كل سنة بتركيا خلال شهر أبريل بمشاركة وفود قادمة هذه السنة من 60 دولة ممثلة بمنظمة الأمم المتحدة وبهيئة اليونيسيف التابعة لها
وبالفعل ،فقد حطت بالأراضي التركية قبل يومين الطائرة التي تحمل وفد سفراء المملكة الصغار من المتمدرسين والمتمدرسات بمؤسسة الرسالة التربوية بسلا ، والذين سيمثلون المملكة المغربية للمرة السادسة بالمهرجان السنوي الدولي للطفولة ،وتدخل هذه المبادرة الحية المتجددة في إطار مشروع تربوي كبير يهدف الى الانتقال بالمنظومة التربوية بالمؤسسة من مفهوم جودة المؤسسة إلى مفهوم مؤسسة الجودة ،حيث تتعزز بأحدث أساليب التربية والتكوين من خلال الأنشطة الموازية أيضا، وذلك في أفق إعداد وتأهيل شخصية تواصلية متعددة اللغات ومبدعة ومتزنة للتلميذ تنمو فيها بذرة طيبة تأخذ وتعطي وتتفاعل وتتواصل لتنضج وتنبعث منها أجيال قادرة على أن تتبوأ أرقى المراتب في المستقبل كما يمكن أن تشكل القاطرة الي تقود أمتنا نحو غد مزهر، ويمكن لكل مهتم أو متتبع أن يطلع عبر صفحة المؤسسة على الفايسبوك أوعبر قناتها على اليوتيوب على ألوان زاهية متلألئة في فسيفساء لوحات فنية أبدعها أطفال المؤسسة بدورات سابقة للمهرجان الدولي للطفولة بتركيا، وهي تقدم للعالم الحاضر هناك غنى وتنوع التراث المغربي على طبق من ذهب بكل تجلياته الفنية ومظاهره اللغوية والجهوية من طنجة الى الكويرة ، تجد فيها الرقصات الجبلية الشمالية ورقصة الركادة الشرقية والرقصات الأمازيغية والريفية والسوسية والفن الحساني من قلب الصحراء المغربية وألوان من التراث الشعبي والموروث الإبداعي الأندلسي بنكهته المغربية الأصيلة
وقد انطلق المهرجان الدولي للطفولة بتركيا باستعراض الوفود المشاركة،وباستقبال رسمي من طرف عمدة مدينة ازميت التركية تلاهما حفل غذاء على شرف الوفود ثم تنظيم حفل لتبادل الهدايا مع تقديم بعض العروض الفنية
وكانت القضية الوطنية وعودة المغرب الى أسرته الإفريقية موضوع اللوحة الاستعراضية المبرمجة التي يؤديها سفراء المغرب الصغار
ولنتخيل كلنا مدى عمق الرسالة الوطنية الفنية التي ستصل إلى أعين المشاهدين لتلكم اللوحات المغربية المبرمجة داخل هذا المهرجان الدولي، وكيف سيؤدي أطفالنا كسفراء بالنيابة عنا مهمة وطنية وازنة في التعريف بقضية وطننا الأولى وبوحدته الترابية وغناه الحضاري الممتد عبر قرون متواصلة، فتحية إجلال وإعجاب بهاته النخبة الخيرة من سفرائنا الصغار الذين يمثلون النبوغ المغربي مرة أخرى في دورة هذا العام من المهرجان الدولي للطفولة بتركيا
وفد يتألف من تلاميذ المؤسسة من الجنسين ترافقهم مؤطرتهم،مدرسة مادة التربية التشكيلية الأستاذة إيمان الشرقاوي المالقي والأستاذة سهيلة البورقادي مدرسة مادة اللغة الإنجليزية وبإشراف فني في فترة الإعداد والتمرين يضطلع به كل من أستاذي الموسيقى سهام وعبد الناصر مكاوي والطاقم الإداري والتواصلي وأعضاء من هيئة التدريس بهذه المؤسسة التعليمية ذات الطموح الكبير والمشاريع الواعدة في التبادل الثقافي يجمع بين بلدان رائدة مثل فرنسا وتركيا من خلال اتفاقيات وقعتها المؤسسة
وفي هذا السياق ،يؤكد مدير المؤسسة الأستذ محمد الإدريسي السغروشني في تدوينة سابقة له على صفحته الفايسبوكية بلغة موليير،قمت بترجمتها إلى لغة الضاد،حول مشاريع التبادل الثقافي، يقول فيها :” بأن من مهام المدرسة، تعليم التلاميذ أن يكونوا مواطنين كونيين عبرالانفتاح على العالم ، إذ أن فعل التضامن والتسامح يبدأ في سن مبكرة، وهو جزء من مشروع تربوي للمؤسسة وهو الذي يجعلنا بالتالي ننخرط في مشاريع التبادل بين الثقافات (فرنسا، تركيا )، والتي تقودنا إلى إنتاج واستقبال أنشطة متعددة، حيث أن هذا التلاقح الثقافي مع الغير ينعكس إيجابا على أخلاقيات التسامح وفي المقام الأول نسعى إلى تعزيز
التبادل الثقافي والإنساني بين تلامذتنا ونظرائهم في بلدان أخرى التأسيس لحوار بناء وفعال مع شباب من ثقافات مختلفة، والبحث عن أوجه التشابه مع قبول الاختلاف
مراعاة وتقدير الأفكار والقيم الأجنبية للوصول إلى حوار حقيقي
عدم فرض الأحكام المسبقة والجاهزة أو تنميط الكليشيهات
تقديم بحوث وثائقية وتحسين قدرة التلاميذ على القراءة والتعبير
إنشاء قاعدة معلومات قابلة للتطور والثبات
استخدام مهارات نابعة من مختلف الإبداعات التقارير، العروض
تقوية ودعم التخصصات المتعدد
استخدام تقنيات التواصل المتنوعة
ومن عجائب التاريخ الإسلامي ، أن المغرب لا زال يلقب عند الأتراك بفاس ،لذلك هم كتبوا على لافتة الوفد المغربي فاس- المغرب، نظرا لما كانت تمثله فاس قديما من مظاهر المجد العمراني والقوة العسكرية والتوسع الثقافي والشهرة العلمية العظيمة خاصة مع احتضانها لأقدم جامعة في العالم وهي جامعة القرويين ،والتي من داخلها انتشرت الأرقام العربية في أوروبا ومنها عبر العالم بأسره على يد أحد البابوات الذي جاء زمنئذ ليتعلم فيها، إذ كانت في تلك الوقت كأكسفورد أوالسوربون أو هارفارد حاليا..زمن جميل مضى
ويذكرني حديث الأتراك عن فاس عوض المغرب بموقف قديم لأصدقاء درسوا معي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، لما وصلوا إلى مطار أنقرة ،سألهم موظف الاستقبال بالمطار،من أين أنتم؟ فأجابوه من المغرب،فلم يتعرف عليه ،حاولوا أن يوضحوا له،فلم يفهم حتى جاء لهم بخريطة العالم ،وقال لهم
أين يقع بلدكم إذن؟،فأشاروا بأصابعهم إلى شمال إفريقيا،حينها رد عليهم الموظف بالقول ضاحكا متعجبا من ذلك،قولوا لي فاس
عبدالفتاح المنطري
كاتب صحافي