بوعيدة: قطار الجهوية لا يسير على السكة

قال عبد الرحيم بن بوعيدة، رئيس جهة كلميم وادنون، إن “ضيف الجامعة اليوم جعلنا ننقل مشاكل الهامش إلى المركز، لأن العديد من المغاربة يحملون صورا نمطية حول الجهات البعيدة عن العاصمة؛ تصورات قد تكون دونية لنخب هذه المناطق”.

واعتبر رئيس جهة كلميم، خلال حلوله ضيفا على جمعية خريجي جامعة محمد الخامس برحاب المعهد العلمي، أن “المزاوجة بين الجامعة وممارسة السياسة صعب جدا”، موضحا: “خلال سنتين من تدبير جهة كلميم وادنون تعلمت الكثير؛ فالتنظير داخل المدرجات شيء والممارسة السياسية شيء آخر، والمشكل في بلادنا مشكل عقليات وثقافة سياسية تقليدية”.

“جهة كلميم استفادت من برنامج حقيقي وقّع أمام جلالة الملك بالداخلة”، يضيف المتحدث، “غير أن الأرقام لم تنعكس على حياة الساكنة بعد. فقد انتظرنا سنتين لصدور القوانين ونعيش الآن مرحلة تنزيل المراسيم، لكن المشاكل مازالت قائمة”، بحسب المتحدث.

بن بوعيدة أقر بأن جهة كلميم وادنون التي يدبر شؤونها لها مؤهلاتها الطبيعية، كالفلاحة والصيد البحري والسياحة، ولها موارد مهمة، غير أن الإشكال في نظره هو أنها “لم تسوق بشكل جيد لجلب الاستثمار والسياحة”، مسجلا “غيابا تاما للقطاع الخاص”.

وجوابا على سؤال حول فشل الجهة في جذب الاستثمار، قال بن بوعيدة إن “الجهة بطرق متهالكة وبمستشفيات منهكة وببنيات تحتية ضعيفة. وبالتالي، فالمستثمر يخاف من ضخ الرساميل، إضافة إلى إشكاليات الوصاية التي مازالت تفرض على المجالس الجهوية، دون أن نغفل مشكلة النخب الجهوية في الأحزاب التي لم تقطع بعد مع ثقافة الماضي”، وفق تعبيره.

وواصل رئيس جهة كلميم وادنون تشخيصه لوضعية الجهة معتبرا أن تأهيل النخب هو الحل، وبلغة مباشرة قال إن “الزمن السياسي للساكنة أهدرت منه سنتان. وبالتالي، فقطار الجهوية ليس على السكة الصحيحة”.

وارتباطا بمشكل الوصاية، أوضح المتحدث ذاته أن علاقة المجالس بوزارة الداخلية لم توضح في القوانين الجديدة؛ “فتارة نكون أمام علاقة تكامل، وفي مرات كثيرة يظهر أنها علاقة وصاية، غير أن الخطير في مشروع الجهوية في الصحراء هو حساسية المنطقة”.

وبخصوص “البلوكاج” الذي تعيشه الجهة، اعتبر بن بوعيدة أن “الصراع هو بين ثقافتين سياسيتين؛ الأولى تريد استمرار المنطق البائد ولا تريد المحاسبة والعمل الجاد، والثانية ممثلة في المجلس الذي يرفض العودة إلى أساليب الماضي”، ليخلص إلى أن “الحل بيد الفاعل المركزي”.

جذير بالذكر أن لقاء “ضيف الجامعة” حضرته شخصيات أكاديمية، على رأسها رئيس جامعة محمد الخامس وعمداء الكليات، بالإضافة إلى الوزيرة المكلفة بالصيد البحري، مباركة بوعيدة.

اترك رد