أنهى نادي الوداد الرياضي البيضاوي مواجهة الاتحاد الرياضي الإسلامي الجزائري، في إياب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، بنتيجة (3-1) على أرضية ملعب كرة القدم بالمركب الرياضي محمد الخامس في الدار البيضاء، مساء اليوم السبت، لينجح في انتزاع بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية من المنافسة القارية.
وكان الفريق المغربي مطالبا بإنهاء مباراة العودة بالبصم على الانتصار، مهما كانت غلته التهديفية، ليتجاوز نتيجة مباراة الذهاب، التي جرت قبل ثلاثة أسابيع بملعب 5 جويلية في العاصمة الجزائرية، واختتمت وقتها بالبياض على مستوى سبورة الأهداف.
الطموح الودادي جعل المدرب الحسين عموتة يشرع في مواجهة الـUSMA، أمام جمهور غفير لم يبخل على الـWAC بالتشجيع، من خلال الاستناد على مجموعة مشكّلة من الحارس زهير العروبي ونصير والكارتي والنقاش ورابح وعطوشي وأوناجم والسعيدي والحداد وكدارين وبنشرقي. بينما اختار مدرب اتحاد العاصمة استهلال اللعب بالحارس زماموش ومفتاح وبنموسى وبنخماسة والشافعي وعبد اللاوي ويايا وبنغيت، بجوار درفلو وسعيود وبنطاهر.
جس النبض المتبادل بين الطرفين اتسم بتميز واضح لأصحاب الأرض، الذين كادوا، في حدود الدقيقة السادسة، أن يفتتحوا التسجيل من خلال اللاعب رابح، الذي ارتقى برأسه لتحويل مسار تمريرة من الحداد، لكن تسديدته مرت مجاورة لمرمى الحارس الجزائري زماموش؛ الذي اكتفى بالتفرج على ما يجري دون إبداء أي رد فعل.
وبدا جليا أن الحكم السنغالي مالانغ ديدهيو قرر ترك المواجهة مفتوحة أمام الصدامات البدنية المحتدة بين لاعبي الناديين، فيما اختار الوداديون النهج الهجومي الصريح، مراهنين على انسلالات إسماعيل الحداد بين خطوط الخصم، أمام “اتحاديين” مرتكنين إلى الدفاع الواضح مع تحيّن فرص سانحة لبناء هجمات مرتدة سريعة قادرة على هزم “لعروبي ومن معه”.
وليد الكارتي واصل نهج إضاعة الفرص الودادية بضربة من رأسه لكرة تلقاها من ركلة زاوية، في الدقيقة 17، وضعها بعيدا عن القائم الأيسر من المرمى الجزائري. كما أن كدارين فشل بدوره في مخادعة زماموش، في الدقيقة 20، حين نفذ ضربة خطأ غير مباشرة أبعدت بصعوبة تامة من طرف حارس اتحاد العاصمة.
الهدف الودادي الأول جاء حاملا توقيع وليد الكارتي، في الدقيقة 26، بعد تلاعب قام به كل من السعيدي وبنشرقي بمدافعي الفريق الضيف، لتصل الكرة إلى مسجل الإصابة الذي هزّ الشباك بتسديدة من بعد أربعة أمتار عن خط المرمى لتشتعل مدرجات الملعب فرحا بهذا التفوق المغربي المبكر.
افتتاح الـWAC التسجيل جعل مجموعة اتحاد العاصمة، بتعليمات من مدربها بول بوت، تعيد النظر في تموقعاتها بتقدم أوضح نحو المدافعين الوداديين، بحثا عن تعديل النتيجة بهدف خارج الديار، ولاح اشتغال الاتحاد كثيرا على محاولات اختراق الجبهة اليسرى من الخط الخلفي للنادي البيضاوي، حيث كاد اللاعب درفلو أن يحقق مبتغى الـUSMA، في الدقيقة 35، لكن محاولته الرأسية أخطأت مرمى زهير لعروبي، في غفلة من المكلفين بقطع التمريرات الجزائرية نحو “منطقة الـ18 مترا”.
الدقائق الأخيرة من الشوط الأول اتسمت بتراجع إيقاع هذا الصدام الكروي المغربي الجزائري، باختيار من لاعبي نادي الوداد الرياضي الراغبين في امتصاص حماسة خصومهم. إذ اكتفى المحليون بتمريرات بعيدة عن حاملي أقمصة اتحاد العاصمة، مع الارتكان إلى بناء العمليات الهجومية، بتثاقل مفرط، انطلاقا من قدمي حارس المرمى زهير لعروبي. أما الحكم فقد أنهى الجولة الأولى بهدف نظيف للوداد عقب إضافة دقيقة واحدة كوقت بدل الضائع.
الجولة الثانية أعطيت انطلاقتها بلا تغييرات في التشكيلتين الأساسيتين المستهلتين التباري، بينما الأخذ بزمام المبادرة في أولى دقائق هذا الشوط كان جزائريا صرفا بإقبال مهاجمي نادي العاصمة على موقع الظهير الأيمن الودادي، في محاولات لإمداد قلب الهجوم بتمريرات عرضية، لكن يقظة قلب الدفاع البيضاوي أضاعت التعادل على الضيوف في أزيد من مناسبة.
الدقيقة 53 شهدت لجوء المدافع الجزائري عبد اللاوي إلى الخشونة ضد المهاجم أوناجم، الذي كان في طريقه للانفراد بالحارس زماموش، ليعلن الحكم السنغالي ضربة خطأ مباشرة أفضى تنفيذها، صوب رأس أشرف بنشرقي، إلى توقيع الهدف الودادي الثاني بعدما نجح اللاعب المغربي في وضع الكرة وسط الشباك من ارتقاء لم تكن بينه وبين المرمى سوى ثلاثة أمتار فارغة من مدافعي الفريق الخصم.
أمين عطوشي طرد من صفوف الـWAC، في الدقيقة 57، بعد تدخل خشن ضد لاعب اتحادي، ليجبر ناديه على إكمال باقي أطوار اللعب منقوص العدد، ويدفع مدربه الحسين عموتة إلى إعادة النظر في تموقع لاعبيه للتغطية على التنافس بـ10 عناصر. أما الدقيقة 59 فقد اتسمت بنباهة تحكيمية أدت إلى رفض السنغالي مالانغ ديدهيو هدفا جزائريا هز شباك زهير لعروبي من موقع تسلل.
عبد الرحيم خضروف عوض إسماعيل الحداد، في الدقيقة 64، لمحاولة إعادة التوازن لنادي الوداد المنقوص عدديا، لكن ذلك لم يحل دون تسجيل الـUSMA هدفه الأول في الدقيقة 68، من قدم أيوب عبد اللاوي الذي استغل سوء تثاقل دفاع المحليين في إبعاد الكرة عن منطقتهم ليفاجئ الجميع بهز شباك لعروبي، ويعلي معنويات فريقه الذي كان متخلفا بهدفين نظيفين.
الدقائق العشرون المتبقية من المقابلة صبت في مصلحة الجزائريين أمام استماتة المغاربة في الحفاظ على استمرار تقدمهم في الحصة التهديفية، إذ أذكى اتحاد العاصمة حدة تمشيطه الهجومي بتحريك الجناحين قبل التمرير عرضيا نحو المهاجمين، زيادة على التسديدات من بُعد على مرمى الوداد الرياضي؛ كانت أخطرها محاولتين لأمير سعيود في الدقيقتين 82 و86 من عمر التنافس.
البديل البيضاوي أولاد أهدر، في الدقيقتين 87 و88، فرصتين لحسم المواجهة بهدف ثالث، مخطئا في الأولى ضمن تمريرته صوب خضروف، الذي كان منسلا نحو مرمى الـUSMA، بينما اختار في الثانية التمرير غير الدقيق، قرب شباك الخصم، بدل مفاجأة حارس الاتحاديين بكرة نحو شباكه. وعاد أولاد إلى إضاعة الفرص في الدقيقة 90؛ حين أرسل تسديدة ضعيفة نحو زماموش.
الحكم السنغالي اختار إضافة 4 دقائق بعد انتهاء التوقيت الرئيسي للقاء، وهي التي حملت النبأ السار من القدم اليمنى لبنشرقي الذي تلاعب بدفاع الفريق الجزائري، في الدقيقة 93، قبل أن يصيب مرماه بكرة قوية لم تجد من يحول دون كونها هدفا ثالثا لنادي الوداد الرياضي البيضاوي قبل ثوان من صافرة نهاية المقابلة.
الانتصار الودادي الصعب على اتحاد العاصمة الجزائري يجعل لاعبي “القلعة الحمراء” يواجهون في مباراة النهاية من منافسات “أبطال إفريقيا” النادي الفائز ضمن مواجهة الأهلي المصري والنجم الساحلي التونسي، التي ستقام يوم غد الأحد بملعب برج العرب بالقاهرة.