أعربت محافل عسكرية في الجيش الإسرائيليّ عن قلقها من تدني نسب الرغبة في التجند للوحدات القتالية بالجيش الإسرائيلي مؤخراً وذلك مقابل الرغبة في الخدمة في الوحدات الثانوية كالدفاعات الجوية وحرس الحدود.

وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية أنّ نسب التجنيد للوحدات القتالية بفوج شهر 8 الحالي متدنية وبخاصة للواء جولاني حيث تراجعت الرغبة في التجند لهذا اللواء المفصلي في الجيش بنسبة 50% مقارنة بالسنوات السابقة.

أمّا لواء “الناحال” فقد شهد هو الآخر تراجعاً في التجند، بينما ارتفعت النسبة في التجند للواء “كفير” الذي يخدم في الضفة الغربيّة المُحتلّة.

وووفقًا للمصادر عينها، يحاول الجيش إخفاء القلق من تلك النسب قائلاً إنّ ما يحصل ليس سوى طفرة مؤقتة وأن السبب يعود إلى هدوء الوضع الأمني.

في حين يخطط الجيش لطرح حوافز في المكافئات والتقاعد للمجندين لألوية المشاة القتالية على غرار “غولاني”، “جفعاتي”، “ناحال”، وذلك في محاولة لتشجيع الفتية على التجند بهذه الألوية.

في السياق عينه، قال المراسل العسكريّ لصحيفة يديعوت أحرونوت يوسي يهوشاع، نقلاً عن مصادر أمنيّة رفيعة في تل أبيب، قال إنّ المعطيات الرقمية عن التجنيد في فصل الصيف الجاري تفيد بتراجع حماسة الإسرائيليين للخدمة بالوحدات القتالية.

وأوضح أن الإحصاءات تشير إلى أن نسبة الحماس للوحدات القتالية بلغت 71% في 2015،  وانخفضت إلى 69% في 2016، وإلى 67% في  العام الجاري، وهي أكبر نسبة تراجع منذ عشرة أعوام.

ويعزو الجيش هذا التراجع  لعدة أسباب، أبرزها الجانب الديني، لأنّ أكثر من نصف الممتنعين عن التجنيد يتذرعون بتوجههم للدراسة في المعاهد الدينية اليهودية، مما أدى إلى نقص حاد بعدة وحدات قتالية، كما قالت المصادر عينها للصحيفة العبريّة.

وهناك سبب آخر يتعلق بأن الكثيرين من المجندين ممن يسكنون في مدن إسرائيلية غنية يفضلون الانخراط في الوحدات العسكرية التكنولوجية، ويذهبون نحو جهاز حرس الحدود وقيادة الجبهة الداخلية. وأوضحت الصحيفة أنّ السبب الثالث يرتبط بالهدوء الأمني الذي تعيشه إسرائيل، بينما يتزايد الانخراط في الوحدات القتالية في مراحل التصعيد.

من ناحيته ذكر الخبير العسكري بصحيفة إسرائيل اليوم يوآف ليمور أنّ هناك عوامل أخرى وراء هذا التراجع تعود لما عده تآكل مكانة المقاتل الإسرائيلي، وتراجع قابلية الشبان على القتال. وعزا إقبالهم على الوحدات التكنولوجية إلى أنها تؤهلهم للحصول على مهنة في المستقبل، والاستمرار بالعمل في التكنولوجيا بعد انتهاء خدمتهم العسكرية.

وذكر الكاتب عاملاً جديدًا يتمثل في متغيرات ديموغرافية واجتماعية داخل المجتمع الإسرائيلي، وعلى رأسها ارتفاع نسبة يهود “الحريديم” (أيْ اليهود المتزمتين) في الجيش مما ينعكس سلبا عليه، إلى جانب أن غالبية الشباب يفضلون الخدمة العسكرية قرب أماكن سكناهم، بحسب تعبيره.

وقال ليمور أيضًا إنّ رئيس هيئة الأركان الجنرال غادي آيزنكوت أوصى بإقامة لجنة لدراسة تراجع رغبة الإسرائيليين للخدمة بالوحدات القتالية، والبحث عن سبل لحل المشاكل، لكون هذه الظاهرة تثير قلقًا لدى الجيش، على حدّ قوله.

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: